هبة طواجي: انا مع التغيير الذي يرضي طموحات الناس
زهرة مرعي
بيروت - 'القدس العربي' هبة طواجي برعم فني جديد يحظى بعناية العائلة الرحبانية. فهي فاجأت الجميع بظهورها كبطلة نسائية في مسرحية 'طائر الفينيق' وفي دور 'روكسانا' التي تؤيد الثوار بمواجهة والدها الملك. هي تدافع عن حضورها الذي تعتبره ثقة رحبانية، وتضيف إليه دراستها للفن من مسرح وغناء وموسيقى الأمر الذي أهلها لهذا الحضور.
هبة طواجي ستقدم قريباً سي دي من 12 أغنية بإشراف الفنان أسامة الرحباني الذي يقوم على رعاية موهبتها.
معها كان هذا الحوار:
أسامة الرحباني فاجأ الجمهور بهبة طواجي ومن خلال دور البطولة في المسرحية الغنائية 'طائر الفينيق' ما هي العوامل التي رشحتك لهذا الدور؟
أتابع تمارين الصوت مع الفنان أسامة الرحباني منذ أكثر من سنتين، والهدف إعداد سي دي سيصدر قريباً. وعندما طلبت ادارة مهرجانات جبيل عملاً مسرحياً منه قدّم لهم مسرحية 'طائر الفنينق'، وكان يرى في دور 'روكسانا' الذي قمت به مناسباً لعمري لأنها فتاة شابة. ربما شعر الفنان أسامة الرحباني بموهبتي وإجتهادي لتطويرها عاملاً لقيامي بهذا الدور. ومن المؤكد أنه وجد ما يؤهلني لثقته الكبيرة، فقرر المغامرة وقمت بالدور بدافع من شغفي بالفن.
كشابة تملك الصوت والشكل الجميل لماذا فضلت ظهوراً مختلفاً عن البرامج التلفزيونية السائدة؟
لم أجد في البرامج التلفزيونية ما يجذبني إليها. كما فضلت دخول الفن من خلال الدراسة وليس الشهرة السريعة.
إلى جانب التمارين على الصوت مع أسامة الرحباني أتابع دراسة التمثيل والأخراج في الجامعة اليسوعية وأنا بصدد إنجاز السنة النهائية. لهذا لم يكن حضوري في العمل المسرحي مسقطاً من خارج عالمه الفني المتكامل. وإلى جانب الدارسة في الجامعة أدرس الموسيقى منذ خمس سنوات بما تتضمنه من سولفيج ونظريات مع معلمة روسية. وسبق وتمرنت على الصوت مع الأستاذ وديع أبي رعد. وتمرنت كذلك مع أساتذة من مدارس فنية كلاسيكية وشرقية وغربية. صحيح أني لا أملك الخبرة لكني على إطلاع كامل على التقنيات الفنية الخاصة بالمسرح.
كيف تمكنت من لجم طموح الشهرة السريعة التي تشغل صاحبات الصوت الجميل؟
المشاريع التي نرغب بنجاحها وتواصلها علينا أن نباشرها درجة درجة. كان حلمي بدخول عالم الفن من خلال الفنان أسامة الرحباني، ومنذ بدايات وعي كان هدفي أن يرافقني في مسيرتي. ولهذا أنا على ثقة بكل الخطوات التي رسمها ويرسمها لي كفنانة مستقبلية. صبرت لأني أثق بأسامة الرحباني وما يخططه لي.
هل كان مفاجئاً لك كما كان مفاجئاً للناس أن يرشحك أسامة لدور 'روكسانا'؟
صحيح كان مفاجئاً لي أن يتم ترشيحي لعمل مسرحي في حين كنا نعمل لإصدار سي دي. نعم كان مفاجئاً لأني لا أحمل تجربة. ربما كان يرى البعض ضرورة مروري بتجارب صغيرة كي أصل إلى الأدوار الكبيرة. المفاجأة كانت بالثقة الكبيرة وبالترشيح لهذا الدور الكبير. هذه المفاجأة دفعتني لمزيد من العمل على ذاتي وموهبتي.
هل تتصورين نفسك نجمة رحبانية دائمة من الآن وصاعداً؟
أتصور نفسي تلميذة مجتهدة في هذه المدرسة الكبيرة وبقدر ما تسمح لي الظروف بالإستمرار فيها لأنهل العلم والمعرفة سوف أبقى.
كنت ربما الوحيدة الجديدة في العائلة المسرحية التي تقدم حالياً مسرحية 'طائر الفنينق'. هل إستغرق إندماجك ضمن هذه العائلة وقتاً طويلاً؟
رافقني الخوف الكبير مع كل مرحلة من مراحل تحضير 'طائر الفينيق'. في مرحلة القراءات كانت الخطوة الأولى للتعارف إلى مجموعة كبيرة لها خبرتها. في هذه المرحلة رافقني الفنانون الرحابنة مروان وغدي وأسامة، كما خصصوا لي ساعات تدريب على الإلقاء واللفظ مع الفنان نزيه يوسف العريق في المسرح الرحباني. في كل مرحلة جديدة كانت الحصانة تحيط بي وبخاصة صعود المسرح في مرحلة التمارين. كما تلقيت المساعدة من ميشال جبر أستاذي في الجامعة والذي تولى تدريب الممثلين إلى جانب المخرج مروان الرحباني في هذه المسرحية. جميع من وقفت معهم على المسرح من الأساتذة أنطوان كرباج وغسان صليبا وغيرهم قدموا لي المساعدة وعلاقتهم بي كسرت حاجز الخبرة الكبير بيني وبينهم.
'روكسانا' في طائر الفينيق تركت والدها وإلتحقت بالثوار في المسرحية. هل تحملين شخصياً أفكاراً ثورية؟
التمرد المدروس والموضوعي من السلوكيات التي تستهويني، والناس الذين يبحثون عن الجديد يجذبونني. لا أسلم بأن يفكر الآبناء كما الأباء وأن يكونوا منحازين لهم فقط لأنهم ذويهم. من الضروري أن تكون لدى الشباب روح التمرد على الأمور التي تسقط عليهم إسقاطاً.
عملياً هل أنت متمردة على ما هو سائد في لبنان إجتماعياً وسياسياً؟
لا أتمرد حباً بالتمرد بل على ما يختلف مع قناعاتي وتطلعاتي. في القيم والتقاليد ثمة ما نتوارثه لأنه من قناعاتنا ولمصلحتنا.
كم تأثرت بالثائر الأكبر 'مجدو' في مسرحية 'طائر الفينيق' والذي أداه غسان صليبا؟
من المؤكد أني تأثرت بالثوار خاصة وأن نص المسرحية يحاكي واقعنا الحالي الذي نعيشه. أنا مع الثورة ومع التغيير الذي يرضي طموحات غالبية الناس. كنت معنية بكل كلمة وردت في المسرحية لشدة محاكاتها لواقعنا اللبناني.
هل حددت موعداً لظهورك في الغناء؟
نحن بصدد تحضير سي دي كما سبق وقلت ودخولي ميدان الغناء سيكون بالتأكيد بإشراف أسامة الرحباني. حلمي من البداية والذي سيستمر إنشاء الله إلى النهاية هو في الإستمرارية مع العائلة الرحبانية. يضم السي دي 12 أغنية وسيصدر قريباً. تسع من الأغنيات من ألحان وتوزيع أسامة الرحباني. إثنتان من الأغنيات التسع من كلمات الأستاذ الراحل منصور الرحباني، وسبع من كلمات غدي الرحباني. وثلاث أغنيات من الريبرتوار الغربي وتوزيع أسامة.
وفي بداية طريقك كانت لك كلمات من الأستاذ منصور الرحباني؟
هذا شرف كبير لي. كما أني في بداية التمارين على المسرحية كنت أقرأ النص أمامه وهو يعطيني الملاحظات القيمة التي أعتبرها مدرسة لي. رحمه الله وأرى أن حظي من السماء باللقاء مع هذا العملاق الفني.
هل ستدخلين عالم الغناء السائد من مطاعم وفنادق وغيره أم لديك خط فني مختلف؟
يأسفني أن يكون الجمهور في غناء المطاعم يوازي بين إهتمامه بالطعام وسماع الغناء وربما الثانية تنال إهتماماً أقل. الغناء الذي سأقدمه والذي يحمل تواقيع رحبانية من الحرام أن يكون في مكان لا يلقى فيه التقدير المطلوب. أدرس دخولي إلى عالم الغناء من خلال الأجواء التي ستكون فيها الحفلات ولست على عجلة من أمري.
81