الناصرة ـ 'القدس العربي' من زهير اندراوس:افادت مصادر امنية وسياسية اسرائيلية الخميس انّ اللجنة الاسرائيلية للطاقة الذرية قررت في الفترة الاخيرة تكثيف الهجوم في الرأي العام العالمي على محمد البرادعي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، زاعمة انّه سمح لايران بمواصلة برنامجها النووي، كما انّه بادر على تليين الموقف من الجهود السورية للحصول على اسلحة غير تقليدية.
وقال المحلل لشؤون الاستخبارات في صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية، يوسي ميلمان، ان اللجنة الاسرائيلية للطاقة الذرية، المسؤولة عن الفرن الذري في ديمونا هي اكثر جهاز سرية في الدولة العبرية، وتحرص منذ اقامتها على العمل بصورة سرية للغاية وبعيدا جدا عن الاضواء، ولكنّها في الفترة الاخيرة قررت ان تعمل بشكل علني ضد البرادعي، الذي وفق رأي اعضاء اللجنة اجتاز جميع الخطوط الحمراء في التعامل مع ايران وسورية، وقررت بعد الحصول على اذن خاص من رئيس الوزراء الرد على المقابلات الصحافية والاحاديث والتصريحات التي يدلي بها البرادعي، والتي يحاول من خلالها وبشكل مبطن توجيه سهام النقد للدولة العبرية، على حد تعبير المصادر عينها.
وزادت الصحيفة الاسرائيلية قائلة انّ الدليل الاكبر على الحملة الاسرائيلية ضد البرادعي كانت الرسالة التي وجهتها الناطقة بلسان اللجنة الاسرائيلية، نيلي ليفشتس، الى الاسبوعية الامريكية (نيوزويك) والتي كتبت فيها انّ البرادعي فشل في محاولاته باقناع سورية بالسماح للمراقبين الدوليين بزيارة ثلاثة مواقع سورية، كما انّه لم يفعل شيئا من اجل البدء في التحقيق بعد ان تعرضت منشأة دير الزور في سورية في شهر ايلول (سبتمبر) من العام 2007 لقصف، وزعمت ليفشتس، انّ سورية قامت باخفاء المواد والتراب الذي كان في المنشأة، لكي تمنع المراقبين من الكشف عما كانت تقيمه في المنشأة التي قصفت، على حد تعبيرها.
وشددت الناطقة الاسرائيلية في رسالتها على انّ الشبهة تحوم حول قيام سورية بالبدء ببناء فرن ذري في المكان بمساعدة من كوريا الشمالية، الامر الذي يتعارض مع مبادئ الوكالة الدولية للطاقة النووية، واضافت انّ البرادعي لا يترك فرصة الا ويقوم بمهاجمة اسرائيل، مشيرة الى انّ الهجوم على اسرائيل تحول لدى البرادعي الى سياسة ينتهجها دائما، وذلك في محاولة منه للتغطية على فشله في سورية، وايضا لانّه يريد التغطية على ما جرى وما يجري في سورية، كما انّه فشل في اجراء تحقيق يثبت انّ الدول في منطقة الشرق الاوسط تقوم بنقض المبادئ التي تنص عليها المواثيق الدولية لمنع نشر الاسلحة النووية في المنطقة.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية انّ خلفية الحملة الاسرائيلية العالمية ضد البرادعي جاءت على خلفية تصريحات ادلى بها مسؤول كبير من الوكالة الدولية للطاقة النووية مؤخرا والتي اكد فيها على انّ الموقع الذي قصف في سورية كان فرنا ذريا تقيمه دمشق بمساعدة من كوريا الشمالية، كما انّ المسؤول عينه اكد انّ الوكالة الدولية رفضت الادعاءات السورية بانّ مخلفات مادة اليورانيوم التي وجدت في المكان كانت من مخلفات الصواريخ التي تمّ فيها قصف المكان، اي انّ المخلفات تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي.
علاوة على ذلك، قالت الصحيفة الاسرائيلية، انّه ضمن الحملة المكثفة ضد البرادعي قامت اللجنة الاسرائيلية بنشر مقال في صحيفة (وول ستريت جورنال) الامريكية على خلفية تصريح البرادعي بانّ اسرائيل، كما ايران، لا تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، ووفق هذا المنطق اراد ان يوازي بين ايران وبين اسرائيل.
واشارت الصحيفة الى انّ البرادعي، هو حقوقي ودبلوماسي مصري يعمل في الامم المتحدة منذ 35 عاما، وهو بنظر اللجنة الاسرائيلية ليس اكثر من خرقة بالية، كما انّه يعتبر بنظر المسؤولين الاسرائيليين بانّه يعادي الدولة العبرية ولا يحبها، كما انّه وفق مصادر سياسية وامنية في تل ابيب فانّه فشل فشلا ذريعا في مواجهة البرنامج النووي الايراني، وانّ التقارير التي كتبها عن ايران استعمل مصطلحات غير صحيحة ولم يهاجم ايران كما يجب، وبالتالي منح الفرصة لايران خلال ستة اعوام من التملص من تعهداتها وفق الميثاق لمنع نشر الاسلحة النووية.
واشارت الصحيفة الى انّ الادارة الامريكية السابقة حاولت افشال مشروع اعادة انتخابه لمنصبه مرة ثانية على خلفية قيام دول العالم الثالث وروسيا والصين بدعم انتخابه للمنصب مرة ثانية، ولفت المحلل الاسرائيلي، نقلا عن رئيس اللجنة الاسرائيلية، د. شاؤول حوريف، الى انّ الحملة الاسرائيلية ضد البرادعي جاءت ايضا على خلفية انهاء مهامه في اواخر السنة الحالية، حيث يتنافس على المنصب حتى الان، ممثل من جنوب افريقيا ومندوب من اليابان.