القاهرة ـ ا ف ب: يحتفظ المصريون بذكريات هي الاسوأ منذ توقيع السلام بين مصر واسرائيل قبل ثلاثين عاما عن زعيم الليكود بنيامين نتنياهو الذي كلف رسميا الجمعة بتشكيل الحكومة الاسرائيلية.
وقال السفير المصري السابق في اسرائيل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشوري محمد بسيوني لوكالة فرانس برس 'نأمل ان يكون تغير وأن يقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية'.
وشهدت العلاقات بين بنتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك تدهورا متلاحقا خلال السنوات الثلاث التي تولى خلالها نتنياهو رئاسة الوزراء (1996- 1999) الى حد ان مبارك قال علنا في احدى المرات انه 'حانق جدا جدا جدا' عليه.
ويؤكد الباحث في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عماد جاد ان العلاقات المصرية-الاسرائيلية خلال تلك السنوات الثلاث كانت تتسم بـ'الاتهامات المتادلة وانعدام الثقة وكانت فترة سلبية للغاية'.
وكان الرئيس المصري السابق انور السادات وقع السلام في العام 1979 مع مناحيم بيغن مؤسس حزب الليكود الذي ينتمى اليه نتنياهو.
وقال مبارك (80 عاما) الذي عاصر سبعة رؤساء وزراء اسرائيليين حتى الان ان 'بيغن كان رجلا متشددا للغاية ولكن كان يمكن عقد اتفاقات معه'. وفي العام 1996، اصيبت القاهرة بالاحباط بعد خسارة زعيم حزب العمل انذاك شمعون بيريس الانتخابات وتولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء. ورغم ان مبارك عامل نتنياهو في بدايه حكمه على اساس ان 'الشك يفسر لصالح المتهم'، وقرر الحكم عليه من خلال افعاله لا اقواله، الا ان القمم كانت تتباعد اكثر فاكثر بين الرجلين وبدأ الرئيس المصري يعرب عن سخطه.
وقال مبارك في احد تصريحاته 'لا يمكنني ان اعطيه فرصة الى ما لا نهاية، لقد طالبت بمنحه فرصة وقلت ان هذا مهم لمصر وللجميع في العالم العربي ولكن لم يحدث اي تقدم' معه. واعتمدت مصر سياسة 'شد، ثم ارخ' مع نتنياهو فكان المستشار السياسي لمبارك اسامة الباز يبدي انفتاحا تجاه اسرائيل بينما يطلق وزير الخارجية في ذلك الحين عمرو موسى عاصفة من الانتقادات للدولة العبرية.
ولكن ذلك لم يأت باي نتيجة مع نتنياهو الذي اطلق الاستيطان وجمد اتفاقات اوسلو.
واتهمه مبارك علنا بانه لا يحترم كلمته وبانه يفعل كل شيء من اجل الا يفعل شيئا.
وتنفست القاهرة الصعداء عندما انتخب العمالي ايهود باراك رئيسا للوزراء في اسرائيل في العام 1999 وتحدث حسني مبارك عن 'امل كبير' في اعادة اطلاق عملية السلام.
ولكن بعد ذلك فشلت مفاوضات كامب ديفيد-2 في العام 2000، انطلقت الانتفاضة الثانية ثم وصل ارييل شارون الذي تولى زعامة الليكود بعد نتنياهو الى الحكم في العام التالي.
وعلى الرغم من موقف الرأي العام المصري الحانق على شارون فقد تمكن مبارك من التوصل الى وسيلة للتفاهم مع هذا الرجل الذي كان عدوه السابق في حرب 1973 والذي وصفه بانه 'شجاع وجريء'.
وقال مبارك قبل ان يدخل شارون في غيبوبة في العام 2006 'لقد قلت وكررت انه قادر على صنع السلام .. لديه السلطة والارادة والقدرة والرؤية الامنية التي تمكنه من التوصل الى سلام'.