الناصرة ـ 'القدس العربي'من زهير اندراوس: اجتمع الرئيس الإسرائيلي الجمعة إلى كل من زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي أوصى 65 نائباً في الكنيست الإسرائيلي بتكليفه بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وأيضاً إلى زعيمة حزب كاديما، تسيبي ليفني الذي أوصى 28 نائباً فقط، هم أعضاء الكنيست عن حزب كاديما بتكليفها بتشكيل الحكومة.
وعلم أنّ ليفني تشترط الانضمام إلى حكومة برئاسة زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، بأن لا تضم حكومة كهذه حزب شاس وحزبي اليمين المتطرف الوحدة الوطنية والبيت اليهودي، لكنها توافق على ضم حزب إسرائيل بيتنا، بقيادة أفيغدور ليبرمان، إلى حكومة كهذه، يشار إلى أنّ ليبرمان كان وزيراً للتهديدات الاستراتيجية في الحكومة الحالية واستقال من منصبه بعد أن أعلن أولمرت عن نيته التفاوض مع الفلسطينيين على قضايا الحل الدائم.
وقالت صحيفة 'هآرتس' الجمعة إنّ ليفني قالت في جلسات مغلقة إنّ حكومة تضم شاس وحزبي اليمين المتطرف هي حكومة ستلحق ضررا بإسرائيل ولن تكون مستقرة، ولن أشارك فيها من أجل إنقاذ نتنياهو من نفسه وشركائه، على حد تعبيرها. هذا وأعلن الرئيس الإسرائيلي في ساعات الظهر من يوم الجمعة أنّه قرر تكليف نتنياهو رسمياً بتشكيل الحكومة.
من ناحيتها قالت ليفني بعد انتهاء اجتماعها بالرئيس بيريس إنّ من يتنازل عن جميع قيمه من أجل الجلوس على كرسي رئيس الوزراء، لا يحق له هذا المنصب، في إشارة إلى نتنياهو، وزادت قائلة إنّ نتنياهو يعكف على تشكيل حكومة بدون رؤية سياسية، والتي لا يمكن من خلالها تحقيق المبادئ التي يؤمن بها حزب كاديما، ولن أسمح لنفسي أن أكون غطاءً لحكومة بدون طريق.
وتابعت الصحيفة قائلة إنّه عقب الموقف الحازم الذي أعلنته ليفني فإن التقديرات في الحلبة السياسية الإسرائيلية تشير إلى أن نتنياهو سيشكل بعد حصوله على تكليف رسمي من الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، حكومة يمينية ضيقة تضم أحزاب الليكود وإسرائيل بيتنا وشاس والوحدة الوطنية والبيت اليهودي، أي حكومة تعتمد على ائتلاف من 65 نائباً من أصل 120 نائباً في الكنيست الإسرائيلي. لكن تقديرات عديدة أخرى تفيد بأن نتنياهو سيبذل كل ما في وسعه من أجل تشكيل حكومة وحدة واسعة تضم كديما على الأقل، لكنه سيتوجه أيضا على حزب العمل، الذي يرفض بصورة مطلقة حتى الآن الانضمام على تحالف حكومي. وذكرت تقارير صحافية، في الأيام الأخيرة، أن نتنياهو أعلن أمام مقربين منه أنه سيعمل على عدم تكرار خطئه لدى تشكيل حكومة يمين في العام 1996.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن زعيم حزب الليكود سيعرض على حزب كاديما قائمة وحفزات لدفعها للمشاركة في حكومته مثل إسناد حقيبة الخارجية إلى ليفني وحقيبة الأمن إلى شاؤول موفاز، وأن يكون اتخاذ القرارات في المجلس السياسي والأمني المصغر بالاتفاق بين الحزبين، وأن يكون لحزب كاديما حق الفيتو على قرارات ترفضها.
وقال نتنياهو إنه على ضوء التحديات الكبيرة التي تقف إسرائيل أمامها، وبينها إيران والإرهاب والأزمة الاقتصادية والموجة الواسعة التي تشهدها إسرائيل في فصل المستخدمين من أعمالهم، فإن تشكيل حكومة وحدة واسعة هو أمر الساعة، ووفق المصادر الإسرائيلية فقد أبلغ نتنياهو الرئيس الإسرائيلي خلال الاجتماع بينهما على أنّه مستعد للذهاب بعيداً من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.
من جانبها رأت ليفني أن الرجل الذي قال مرة إن خطأه الأكبر كان بعدم تشكيل حكومة وحدة، يكرر الآن الخطأ نفسه.
وهو يريد أن ننضم إلى حكومة يقوم بتشكيلها أولا مع شاس، التي طلبت مني في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي وقف المفاوضات مع الفلسطينيين، ومع البيت اليهودي والوحدة الوطنية، ومعه نفسه، أي مع بيبي الذي يرفض في هذه الأثناء الحديث عن دولتين للشعبين. فما الذي يجعلني أجلس في حكومة كهذه؟.
وأضافت أنا أريد أن أقود أمورا وعدم الاكتفاء بالإسكات والكبح. ماذا سأقول لجمهوري بعد شهر أو شهرين عندما يتضح أني لا افعل شيئا في الحكومة؟ وليس لدي نية بخداع جمهوري أو خداع نفسي بواسطة بضعة سطور يتم كتابتها في اتفاق ائتلافي. لقد قلت لناخبيّ إن الخيار هو إما بيبي أو تسيبي ولا اعتزم خيانة ثقتهم، على حد تعبيرها. وساقت ليفني قائلة لقد سمعت انهم يقترحون عليّ حق النقض (في حكومة برئاسة نتنياهو). لكن ليس لهذا السبب خضت الانتخابات، ولم أحظ بثقة الناخبين لهذا السبب، ولم يخرج كديما من هذه الانتخابات كأكبر حزب من أجل الجلوس في حكومة والاعتراض على خطواتها، وإنما من أجل قيادة خطوات.
وزادت قائلة إني أعرف معنى أن يكون المرء رئيس حكومة ومعنى الهيئات الثلاثية والمطابخ السياسية، فهناك رئيس الوزراء هو الذي يقرر، ونتنياهو اختار شركاءه، فهو لم يأت إلينا ليقول دعونا ننفذ خطوات، وإنما تعالوا وانضموا إلي وإلى شركائي الطبيعيين، ونحن لن نجلس مع شركائه الطبيعيين، على حد تعبيرها.
ووفق صحيفة (يديعوت أحرونوت) فإنّ الخلافات بين ليفني وبين غريمها في الحزب موفاز عادت لتطفو مرة أخرى على السطح، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى في الحزب قولهم إنّ ليفني تنازلت بسرعة عن الجلوس في الحكومة وسارعت إلى المعارضة، أما الوزير موفاز فأكد أن الجلوس في المعارضة هو بالنسبة له ليس أكثر من خيار ومن الممكن تبديله وفق الظروف، على حد تعبيره