الناصرة ـ 'القدس العربي' من زهير اندراوس:يمكن تلخيص الانتخابات الاسرائيلية بتعليق قصير ادلت به المراسلة السياسية للقناة الثانية التجارية في التلفزيون الاسرائيلي رينا ماتسليح، وهو ان الانتخابات العامة في اسرائيل جاءت بهدف تغيير مشبوه بأعمال الفساد والرشا برئيس وزراء اخر مشبوه هو الآخر بأعمال فساد.
بالاضافة الى ذلك، فان قراءة مقالات الرأي في جميع الصحف الاسرائيلية الصادرة امس الاثنين، اي 24 ساعة قبل افتتاح صناديق الاقتراع لبدء الانتخابات العامة في الدولة العبرية، تؤكد بشكل قاطع على ان المحللين السياسيين الاسرائيليين يرون ان هذه الانتخابات لن تتمكن من افراز قيادة استمرارية في اسرائيل، وان الامر يعني ان الدولة العبرية ستقدم على انتخابات اخرى في السنتين القادمتين، لانه وفق الاستطلاعات فانه من الصعوبة بمكان ان يتمكن احد المرشحين من تشكيل حكومة ثابتة وقادرة على ادارة شؤون الدولة العبرية في ظل التحديات الجسام التي تواجهها. اما الكاتب البارز في صحيفة 'يديعوت احرونوت' ناحوم بارنبيع، فقد كتب مقالا الاثنين قال فيه مهما تكون نتائج الانتخابات، فانّه بات واضحا ان المنظومة السياسية الاسرائيلية اصبحت غير قادرة على اعطاء الاجابات على القضايا السياسية والاجتماعية في الدولة العبرية.
وتابع 'التحديات زادت، ايضا في الموضوع الايراني، وفي الاقتصاد، وفي الوقت نفسه ضعفت المنظومة السياسية بشكل مقلق للغاية'، ولفت الى ان 'شعار الليكود بأن منصب رئاسة الوزراء كبير على ليفني، ينسحب ايضا على بنيامين نتنياهو، وايهود باراك وافيغدور ليبرمان، فكلما كانت صورهم كبيرة على يافطات الاعلانات، فانّهم في المقابل صغار جدا على مواجهة مشاكل الدولة العبرية'، على حد وصفه.
على صلة بما سلف اشارت التقارير الصحافية الاسرائيلية الى ان حسم المعركة الانتخابية في الدولة العبرية بات امرا صعبا للغاية، ان لم يكن مستحيلا.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة 'معاريف' الاسرائيلية على صدر صفحتها الاولى ان زعيم حزب الليكود والمرشح الاوفر حظا للفوز بمنصب رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يستبعد بالمرة اسناد حقيبة الامن لرئيس حزب (اسرائيل بيتنا)، المتطرف افيغدور ليبرمان، وذلك اذا تحققت نتائج استطلاعات الرأي العام التي تؤكد ان حزب ليبرمان سيحصل على 19 مقعدا في الانتخابات، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى في حزب الليكود قولهم انّه في حال بدء المفاوضات بين (الليكود) و(اسرائيل بيتنا) لتشكيل التوليفة الحكومية الجديدة، فانّ نتنياهو لن يتمكن من رفض طلب ليبرمان لتبوؤ منصب وزير الامن في الحكومة القادمة بسبب قوته في الكنيست، واضاف المسؤولون ان نتنياهو يريد تشكيل حكومة وفاق وطني بمشاركة حزب (العمل) و(اسرائيل بيتنا)، وبالتالي فانّه سيضطر لمنح حقيبة الامن لليبرمان.
من ناحيتهم اكد مسؤولون في حزب (اسرائيل بيتنا) انّ ليبرمان في حال بدء المفاوضات سيطرح مطلب تسلم وزارة الامن امام نتنياهو، معتمدا على انّه سيكون القوة الثالثة في الخارطة السياسية في اسرائيل، متفوقا على حزب العمل، الأمر الذي يمنح مطلبه بوزارة الامن شرعية، ومن الناحية الاخرى، فقد قال مسؤولون كبار في حزب (العمل) الاسرائيلي انّهم يخشون من تحقق نتائج الاستطلاعات وتحول حزبهم الى القوة الرابعة، الامر الذي سيمنع زعيم الحزب ايهود باراك من المطالبة بمنصب وزير الامن.
وبموجب الصحيفة فانّ قضية وزارة الامن ستتحول بالنسبة لزعيم (الليكود) الى معضلة حقيقية، في حال قرر تشكيل حكومة يمين ويمين متطرف، بدون حزب العمل وبدون حزب كاديما، ولكنّ الصحيفة لفتت الى انّ نتنياهو يفضل ان يكون باراك وزيرا للأمن، كما يقول في جلسات مغلقة، وبعده اسناد الحقيبة لوزير الامن الاسبق ووزير المواصلات حاليا شاؤول موفاز، والامكانية الثالثة هي اسناد الحقيبة لرئيس هيئة الاركان العامة سابقا، الجنرال في الاحتياط موشيه بوغي يعالون، الذي يتنافس في هذه الانتخابات ضمن قائمة الليكود في المكان السابع، الذي يعتبر متقدما.
علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤولين في حزب الليكود قولهم انّ ثمن حقيبة المالية سيرتفع بعد الانتخابات، وعلى الرغم من اعلان نتنياهو بأن هذه الحقيبة ستبقى في ايدي حزب الليكود، الا انّهم لا يستبعدون بالمرة ان يقوم نتنياهو باسناد هذه الحقيبة المهمة لليبرمان، على الرغم من التحقيقات الجارية ضده الآن من قبل الشرطة الاسرائيلية للاشتباه بانّه اخفى مبلغ 2.5 مليار دولار عن سلطات الضرائب بالاضافة الى حصوله على الرشا.
ووفق مسؤولين في الليكود فانّ مواصلة ليبرمان السكوت وعدم الاعلان عن الشخص الذي سيوصي رئيس الدولة العبرية بتكليفه مهمة تشكيل الحكومة، فانّهم لا يستبعدون ان يقوم ليبرمان بالطلب من رئيس الدولة بالقاء المهمة على زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني، ولكن مهما يكن من امر، فانّ الرابح الاكبر من هذه الانتخابات سيكون عمليا افيغدور ليبرمان، الذي استجلب من الاتحاد السوفياتي سابقا في العام 1979، وهو في سن التاسعة عشرة وانضم فور وصوله الى حركة (كاخ) العنصرية التي كان يتزعمها الفاشي مئير كهانا.
52