نيويورك-فلسطين برس- طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم مجلس الأمن الدولي بالتدخل السريع لوقف إطلاق النار في غزة وردع المعتدي الإسرائيلي وتوفير الحماية الكافية والفعالة للشعب الفلسطيني .
وقال الرئيس في كلمة له أمام جلسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك اليوم :" أن رسالتي لكم والتي لا يجب أن تخضع لأي مساومة وتسويف وإبطاء أن توقفوا النار سريعا في غزة لأن هذه خطوة ضرورية لإرساء أساس متين للوصول إلى حل سياسي متكامل لهذا الصراع الدموي المدمر مؤكدا أن ضمانة احترام أي حل نتوصل إليه والشرط لعدم تجدد العدوان يتمثل بتوفير حماية كافية وفعالة لشعبنا عبر تشكيل قوة دولية تساعد شعبنا على استعادة أمنه وسلامته وتساهم بإنهاء الحصار الظالم على غزة وتعيننا على فتح المعابر وفق الاتفاقيات الدولية وبخاصة المعابر بين غزة وإسرائيل ومعبر رفح وتكفل تثبيت وقف شامل ودائم ومتبادل لوقف النار .
وعبر الرئيس عن تأييده وتقديره للخطوة المصرية التي أطلقها الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفرنسي ساركوزي لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال الرئيس عباس مخاطبا مجلس الأمن يكفي شعبنا ما يعانيه من انتهاكات على يد الاحتلال في الضفة والقدس وغزة واعتقاله لأكثر من 11 ألف أسير ولا اعتقد أن مجلسكم يرضى في إطار الحل الذي نسعى إليه أن يستمر الحصار الظالم على غزة فكيف يمكن لشعب أن يحرم من الغذاء والدواء والكهرباء ومن مستلزمات التعمير والتنمية والتنقل والسفر مضيفا :" إن إنهاء الحصار كاملا هدف لا نحيد عنه ولا يمكن للسلام أن يتحقق بدونه.
وأكد الرئيس انه حين يتوقف العدوان سنواصل بكل جهد من اجل التغلب على أزمتنا الداخلية باستعادة وحدتنا وفق الأسس التي حددتها قرارات مجلس جامعة الدول التي تشمل تشكيل حكومة توافق وطني تشرف على إجراء انتخابات رئاسة وتشريعية متزامنة مؤكدا أن الحوار وحده هو سبيلنا لاستعادة الوحدة معبرا في هذا المجال عن تقديره لجهود مصر والرئيس مبارك في تشجيع الحوار ورعايته.
وشدد الرئيس على أنه لن يرضى لغزة مصير غير أنها جزء عزيز رافع الرأس من وطن فلسطين مشيدا بتقديم المجتمع الدولي العون الطبي والإنساني للفلسطينيين مقدرا بما قامت به مصر والأردن لإيصال هذه المساعدات .
وقال : أن الاعتداءات العسكرية لا تنتج أي حل للصراع وزيادة معاناة شعبنا لا يمكن أن تقهر إرادته الذي لن يرضى بأقل من الحرية والعدالة أسوة ببقية الشعوب وسنبقى نتمسك بطريق السلام العادل وان القرار الذي ستصدرونه يجب أن يشمل التأكيد على استمرار العملية السلمية تحت إشراف دولي وحقيقي لإقامة الدولة الفلسطينية وقال :" دعو شعبي يعيش دعو شعبي يتحرر ".
وأضاف الرئيس الفلسطيني : جئت احمل لكم رسالة شعب جريح شعب يعيش مأساة جديدة بفعل القتل والحصار الذي لا يتوقف والذي لا يراعي حقوق الإنسان وان مذبحة اليوم في مدرسة وكالة الغوث دليل على مدى بشاعة الجريمة التي ترتكب ضد شعبنا جئت انقل لكم معاناة شعبي بغزة حيث يسقط الأطفال أمام أعين أمهاتهم وتهوي البيوت على رؤوس العائلات .
وقال : غزة تعيش اليوم نكبة فلسطين الجديد بعد مرور ستين عام على نكبتنا ولا تتوقف آلة الدمار الإسرائيلية عن التدمير وترتكب فظائع وبالرغم من الإجماع الدولي الذي لم يسبق له مثيل على وقف المذبحة ضد المدنين لا ذنب لهم ولا يستحقون البطش والعدوان الممارس ضدهم.
وأضاف: أتوجه لمجلسكم لكي يقدم على خطوة أولى وضرورية لإنقاذ شعبنا بغزة صدور قرار بوقف فوري وتام للعدوان وإسكات صوت المدافع حتى يتاح المجال أمام ارتفاع صوت الحوار والحل السياسي لهذه الأزمة الكبرى والمأساة الإنسانية المريعة وإن عدم الإسراع لوقف العدوان يؤدي لتعميق المأساة التي عشناها طوال الأيام الماضية وسيزرع في وعي شعوبنا وخاصة الأجيال الجديدة أن الأمل بالسلام والاعتداد بالشرعية الدولية هو مجرد أوهام بعيدة عن التحقيق وان الحاضر والمستقبل مفتوحان على العنف والتدمير وان الخيار أمامكم واضح فأي رسالة تريد أن تسمعها شعوب المنطقة والعالم اليوم رسالة تدعو لوقف العدوان أم رسالة تؤكد أن الأمم المتحدة سوف تتجاهل مأساة شعبنا وتدفع الشرق الأوسط في أتون دوامة الحقد والإرهاب وإراقة الدماء مرة أخرى وان ثكلى غزة وأمهات التي يتشردن مع أولادهن والجرحى والمدارس وبيوت العبادة المدمرة وعائلات الشهداء التي لا تجد وسيلة لدفن أبنائهم كل هؤلاء لن يرضوا ومعهم شعوبنا العربية إلا بوقف تام للعدوان على غزة.