توجهت اللجنة الوزارية العربية التي انبثقت عن الاجتماع الاخير لمجلس الجامعة الى نيويورك للمطالبة بعقد جلسة لمجلس الامن الدولي لبحث العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
السيد عمرو موسى الامين العام للجامعة الذي يترأس هذه اللجنة نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي فضل البقاء في رام الله لاستقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثناء جولته الشرق اوسطية، ابتداء من من اليوم الاثنين، قال امس بعد لقائه سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في القاهرة، انه 'ليس هناك ما يضمن نجاح هذه اللجنة في استصدار قرار قوي عن مجلس الامن ينهي العدوان الاسرائيلي'.
كلام الامين العام للجامعة صحيح، لان الحكومات العربية التي يمثلها هذا الوفد ليست جادة في انجاح مهمة هذه اللجنة، ولم تتخذ ايا من المواقف التي يمكن ان تسهل مهمتها، وتحفظ لها قدرها، وتفرض احترامها من قبل الدول الاخرى.
وزراء الخارجية العرب قرروا وببساطة شديدة تصدير ازمة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الى مجلس الامن الدولي، والتخلي عن جميع مسؤولياتهم الاخلاقية والقانونية في هذا الشأن، سواء لانهم متواطئون في هذا العدوان الاسرائيلي ويتمنون نجاحه في تحقيق اهدافه، او لانهم لا يريدون اغضاب الولايات المتحدة واسرائيل بالانحياز الى صفوف المقاومة، وحركة 'حماس' على وجه التحديد.
الدبلوماسية تحتاج الى مخالب واسنان حتى تحقق اي نجاح في المحافل الاقليمية او الدولية. والدبلوماسية العربية، وللأسف الشديد، قررت ان تكون منزوعة الاسنان والمخالب منذ زمن طويل، وهذا ما يفسر الفشل المتلاحق لها، في مواجهة دبلوماسيات اخرى حققت انتصارات كبيرة، مثل الدبلوماسية الايرانية فيما يتعلق بملف الاسلحة النووية، او الدبلوماسية الروسية اثناء تعاطيها مع ازمة اوسيتيا الجنوبية.
ومن هنا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اوراق الضغط التي يحملها الوفد الوزاري العربي على حلفاء اسرائيل في مجلس الامن الدولي، وامريكا وبريطانيا وفرنسا على وجه التحديد، لاستصدار قرار وفق المادة السابعة من ميثاق الامم المتحدة، يلزم اسرائيل بوقف عدوانها على قطاع غزة؟
الجواب هو، وببساطة شديدة، لا توجد اوراق ضغط، ولا اية نوايا لدى اعضائه بالتلويح باي منها، ولو من قبيل التهديد فقط.
الوفد يمثل دولا مهمة مثل المملكة العربية السعودية وقطر والاردن وليبيا والمغرب وفلسطين، وهي في معظمها تمثل محور الاعتدال العربي، وتقيم علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وقدمت لها، اي الولايات المتحدة، خدمات كبيرة سواء في التغطية على حروبها في العراق وافغانستان، او الحرب ضد الارهاب، او كبح جماح ارتفاع اسعار النفط بما يساعد على تخفيف ازمات الاقتصاد الامريكي المنهار. فهل ستطالب هذه الدول، عبر وزراء خارجيتها في الوفد، الادارة الامريكية بثمن مقابل، من حيث التدخل لوقف المجازر الاسرائيلية؟
علمتنا التجارب السابقة مع النظام الرسمي العربي وتحركاته الدبلوماسية، ان هذا النظام يقدم الخدمات بالمجان، خاصة اذا كان الطرف المتلقي هو الولايات المتحدة، ولذلك لدينا ثقة كبرى بان الحملة الدبلوماسية الحالية في مجلس الامن الدولي لن تكون افضل من مثيلاتها ان لم تأت بنتائج اسوأ.
qca
qpt99