اخبار العرب- كندا: خاص ومباشر: من قلب غزة الجريحة و الصامدة تحدث الصحفي الفلسطيني منير عواد للشروق العربي عبر الماسنجر بتحفظ شديد حول أخبار المقاومة على أساس أن إسرائيل تراقب كل شئ يدخل إلى غزة أو يخرج منها و ليس مستبعدا أن تتجسس على الاتصالات التي تجري عبر الماسنجر أو أي وسيلة اتصال أخرى بغية الاستفادة من أي شئ يمكن أن تستغله في حربها ضد المقاومة الباسلة ٬ لذلك التمسنا العذر للصحفي منير في عدم التطرق إلى أي أمر يتعلق بالمقاومة و لكنه استرسل في الحديث عن يوميات غزة الدامية التي لا تمر عليها لحظة واحدة دون أن تسفك فيها دماء أبنائها ٬ يقول منير :
الوضع في غزة بائس جدا٬ فالأحياء ينتظرون دورهم في طابور الموت و المقابر ضاقت بموتاها و كل مقومات الحياة أصبحت شحيحة٬ فالمواد الغذائية الأساسية مثل السكر و الدقيق و الزيت ليست متوفرة إلا بكميات قليلة ٬و كذلك الحال بالنسبة للمحروقات مثل الغاز أما الإعانات التي قدمتها مختلف الدول فلا يصل منها إلا القليل بسبب إغلاق معبر رفح الذي لا يفتح إلا على فترات متقطعة ٬ و الأنفاق التي كانت بمثابة وريد الحياة لقطاع غزة٬ دمرت كلها تقريبا و لا احد يجرؤ على استخدامها الآن ٬لان طائرات الاف 16 تقصف الشريط الحدودي على مدار الساعة .
إننا نواجه حربا الكترونية ومعظم أسلحة المقاومة باتت لا تنفع كثيرا أمام هذا الوضع لان إسرائيل تستخدم رجالا آليين في حجم الإنسان تم تنزليهم من البحر يعملون بالريموت كنترول و يطلقون النار على كل من يتحرك٬ إنها تستعملهم كأفخاخ كلما أرادت التوغل في مناطق المقاومة التي أصبحت تتعامل بحذر شديد مع هؤلاء الرجال الآليين و حتى سكان غزة أصبحوا يملكون الخبرة الكافية لتجنب ضرباتهم٬ ليس هذا فحسب٬فإسرائيل تستعمل الدبابات الالكترونية التي تطلق عليها اسم" النمر" حيث يتم التحكم فيها عن بعد و تأخذ مكانها في المقدمة ليحتمي بها الجيش الإسرائيلي٬ لقد اكتشفت المقاومة أنها دبابات الكترونية عندما قامت بتفجيرها فلم تجد أثرا للجنود٬ أما السلاح الرئيسي في هذه الحرب فهي طائرات الاستطلاع الذكية التي يتم التحكم فيها من قاعدة تقع في محيط مغتصبة سديروت التي تقع على مسافة 7 كليومترات شمال شرقي غزة٬ حيث يوجه طاقم التحكم الطائرة فوق مناطق تدعي المخابرات الإسرائيلية أنها تستخدم القذائف الصاروخية ضد اسرئيل ٬ و عندما تظهر صورة الشخص المستهدف على شاشات البلازما في قاعدة التحكم تصدر التعليمات للطائرة بإطلاق الصاروخ .
لقد استعملت إسرائيل في هذه الحرب كل الأسلحة المحرمة دوليا و لم تتوان عن تجريب أسلحة جديدة في سكان القطاع الذين ظهرت بينهم إصابات غريبة ناجمة عن القنابل التي تعمل على تفجير الأوردة و الشرايين داخل الإنسان من دون إصابات ظاهرة و هو مايسبب نزيف داخلي يؤدي إلى الوفاة ناهيك عن القنابل الفسفورية التي تستمر في الاشتعال في جسم المصاب حتى ينفد الأوكسجين في محيطها و التي تؤدي إلى تلف في الكبد و الكلى و القلب و أعضاء أخرى في جسم الإنسان و إذا كانت بتركيز عال أدت إلى الوفاة ٬ صنف آخر من القنابل يقوم على اختراق الأرض بعمق 30 مترا و هو ما يسبب هزات أرضية على مسافة كيلومتر واحد تقريبا و تستخدم هذه القنابل عادة في تدمير الأحياء السكنية وهو الأمر الذي تسبب في تصدع معظم بيوت غزة وتكسر شبابيكها.
قد لا أوفق في وصف الوضع الخطير الذي آل إليه القطاع لأنه لا مجال للتحرك خارج بيوتنا فكل من يتحرك تتحرك معه طائرات الاستطلاع٬ و قد لا أوفق أيضا في إعطاء الصورة الواضحة حول ما بلغني من أخبار لانى مشوش الفكر و كل ما استطيع أن أقوله أن ما يحدث في غزة صعب التصديق على من هم خارجها ٬و لكن عزاؤنا أن كل العالم يساند غزة٬ و كل العالم يهتف لغزة٬ و عزاؤنا أيضا أن المقاومة مازلت بخير و الفصائل الفلسطينية اجتمعت على قلب رجل واحد و الخلافات السياسية ذهبت في مهب الحرب ٬ وقبل أن يغادرنا منير سألناه إذا كانت إسرائيل في هذه اللحظة تراقب كلامنا فأجاب :احتمال كبير٬ فقلنا له :هذه الكلمات المعجونة بالغضب مع آلاف اللعنات التي تصله من كل مكان في العالم .