غزة ـ 'القدس العربي' ـ من اشرف الهور:
افاد شهود فلسطينيون ومصدر عسكري اسرائيلي ان معارك عنيفة جرت مساء الاثنين في احياء عدة داخل مدينة غزة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي المقاومة الفلسطينية للمرة الاولى منذ بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي البري السبت الماضي.
وافاد شهود فلسطينيون ان عشرات المقاتلين الفلسطينيين اشتبكوا مع الجيش الاسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال متحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي ان مواجهات كانت تدور ايضا في حي الزيتون في شرق المدينة التي تحاصرها الدبابات الاسرائيلية.
وقصفت المدفعية الاسرائيلية في شكل كثيف مواقع فلسطينية عدة في هذين القطاعين في موازاة غارات جوية شنتها مروحيات، في الوقت الذي أكد فيه مصدر عسكري إسرائيلي أن 23 جندياً إسرائيليا أصيبوا بجروح خلال اشتباكات مسلحة عنيفة في قطاع غزة، وأن جراح بعضهم حرجة ما يرفع عدد الإصابات في الجيش الإسرائيلي إلى 88 جريحا.
ومضت قدما الجهود الدولية الرامية للوصول إلى وقف لإطلاق النار حيث يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومبعوث السلام الخاص للشرق الأوسط توني بلير المنطقة ولكن يبدو أنهما لا يستطيعان تقديم أكثر من الكلمات.
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش امس ان اي وقف لاطلاق النار لوضع حد للازمة في غزة لا بد أن يتضمن بنودا تمنع حماس من استخدام القطاع في اطلاق صواريخ على اسرائيل.
وقال بوش للصحافيين بعد اجتماع في البيت الابيض مع مسؤول سوداني 'بدلا من الحرص على اهل غزة قررت حماس ان تستخدم غزة في اطلاق صواريخ لقتل اسرائيليين ابرياء. ومن الواضح ان اسرائيل قررت حماية نفسها'.
وتجاوز عدد الشهداء في غزة المحاصرة 560 شخصا خلال الهجوم المستمر منذ عشرة أيام. قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن بين الذين استشهدوا امس 13 من أفراد أسرة فلسطينية استشهدوا في ضربة إسرائيلية على منزل في مخيم للاجئين بغزة. وغادر الالاف من سكان غزة منازلهم هربا من القصف الاسرائيلي.
كما اعلن مصدر مصري مسؤول ان وفدا من حركة حماس وصل مساء الاثنين الى القاهرة ليبحث مع المسؤولين المصريين في سبل وقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
ومن جهته قال القيادي موسى أبو مرزوق امس الاثنين إن الحركة مستعدة لقبول مبادرات دولية للتوصل إلى هدنة في غزة لكنها تصر على أن يضمن أي اقتراح انسحابا إسرائيليا وانهاء الحصار المفروض على القطاع.
وتعهد القيادي موسى أبو مرزوق بأن تواصل حماس حربا غير متكافئة مع إسرائيل بدلا من العودة إلى الحصار وهو أحد الشكاوى التي أشارت إليها حماس عندما قررت عدم تجديد التهدئة مع إسرائيل الشهر الماضي.
وحشد قادة حماس مقاتليهم من خلال خطاب التحدي امس الإثنين فيما قاتلت القوات الإسرائيلية من أجل تأمين مواقع لها في غزة.
وقال المتحدث باسم حماس أبو عبيدة في خطاب أذاعته وسائل إعلام حماس إن آلاف المقاتلين ينتظرون الجنود الاسرائيليين 'في كل شارع في كل حارة وفي كل منزل' من أجل التعامل معهم.
وهدد الإسرائيليين بالقول بأن حماس ستأسر المزيد من الجنود بالإضافة إلى غلعاد شليط الموجود في قبضة حماس منذ أكثر من عامين.
وأضاف أن حماس ستزيد الضربات الصاروخية على إسرائيل إذا استمرت هجمات إسرائيل على غزة.
وقالت الشرطة إن صاروخا سقط في مدينة أسدود مما ألحق أضرارا بمبنى وأصاب شخصين.
وتركزت المعارك في شرق مدينة غزة وفي شمال القطاع امس الإثنين. وأطلق النشطاء الفلسطينيون قذائف مورتر وقنابل وفجروا ألغاما وقالوا أنهم أصابوا ناقلة جنود.
وقال شهود عيان إن المقاتلين يحاولون اجتذاب الجنود الإسرائيليين إلى المناطق المعمورة.
وقالت متحدثة إسرائيلية إن قوة جوية قصفت أكثر من 30 هدفا منها منازل لأعضاء حماس تستخدم كمخازن للسلاح وأنفاق ومنصة يشتبه بأنها مخصصة لإطلاق الصواريخ المضادة للطائرات.
وقصم تقدم إسرائيل في غزة القطاع الذي يضم 1.5 مليون شخص إلى منطقتين وطوقت القوات أكبر تجمع مدني وهو مدينة غزة.
وقال مسعفون إن قنابل أصابت مشرحة في مستشفى كانت فيه أسرة تنعى مسعفا استشهد في ضربة جوية الاحد، وأضافوا أن ثلاثة أشخاص استشهدوا وأصيب 17.
وقال أحد أقرباء المسعف واسمه عبد الدايم 'كنا جالسين في خيمة العزاء وقصفونا فجأة فهرعنا بالمصابين إلى المستشفيات ولكنهم قصفونا من جديد.'
وقال مسؤولون طبيون إن 50 مدنيا استشهدوا الاثنين.
وقالت وكالات الإغاثة إن أهالي غزة في حاجة ماسة للغذاء والمواد الطبية وغيرها من المعونات ولكن المعارك تعوق جهود الإغاثة.
وجلست أم علاء مراد في ملابسها البالية على فراش قديم تحمل أحد أبنائها التسعة في ذراعيها. وكانت سفينة حربية إسرائيلية تطلق النار بصورة متقطعة لتصيب المباني الواقعة على الشاطئ.
تقول 'في كل مرة تطلق فيها قذيفة من البحر أهرع لحمل أطفالي وأخرج من المنزل. ولكن كيف؟ وماذا عساي أن أفعل؟ من سأحمله أولا؟ ومن سأتركه كي أعود وأحمله في الدفعة الثانية؟'
هي تعيش في مخيم الشاطيء للاجئين الذي يقطنه نحو 90 ألف شخص في مدينة غزة. ولا يبعد بيتها عن ميناء غزة البحري.
وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عقب اجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية 'إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل إنهاء الوضع الذي يتسم بالمعاناة الهائلة والحرمان'.
وندد ساركوزي بالهجوم الإسرائيلي بوصفه يضر بفرص السلام. واجتمع الرئيس الفرنسي بنظيره المصري حسني مبارك وعقد اجتماعات في وقت لاحق في إسرائيل والمناطق الفلسطينية.