شيخ شيعي سعودي ينتقد تقاعس 'أهل السياسة'.. والقرضاوي يطالب بمساعدة غزة.. واطفال البحرين يصرخون: 'انقذوا القطاع'

لندن ـ عواصم ـ وكالات: استمرت يوم الجمعة موجة الغضب والتنديدات بالمجازر الاسرائيلية، فيما تتابعت التصريحات السياسية، وسيطرت الاحداث في القطاع على خطب الجمعة في المساجد في دول الخليج العربي لليوم السابع على التوالي.
ففي السعودية جاءت خطبة جمعة امام الحرم المكي الشريف 'دون المتوقع'، حسبما ذكر مراقبون لـ 'القدس العربي'، وقالوا 'ان الامام اكتفى بالدعاء لاهل غزة بالثبات والنصر، والدعاء بالهزيمة والذل على الصهاينة واليهود، لكنه لم يتنقد صمت القيادات السياسية'، واضافوا 'بالرغم من ان اغلب المصلين والامام اجهشوا بالبكاء خلال الدعاء، الا انه لم يدعو صراحة لنصرة غزة بالسلاح والمال والرجال، كما حدث في مواقف سابقة، خاصة ابان الحرب الافغانية ـ السوفييتية'.
من جانبها طالبت جمعية حقوقية محلية السلطات السعودية باطلاق المتظاهرين الذين اعتقلتهم السلطات في أعقاب المشاركة في تظاهرات احتجاجية على الحصار والعدوان الاسرائيلي على غزة.
وحددت 'جمعية حقوق الإنسان أولا' أسماء 13 متظاهرا اعتقلتهم السلطات بعد مظاهرتين خرجتا في القطيف يوم 19 و 29 كانون الاول (ديسمبر).
واستنكرت الجمعية الإعتقالات وطالبت الحكومة السعودية بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية هذه التظاهرات وأن تسمح للمواطنين السعوديين بالتعبير السلمي عن أنفسهم. إلى ذلك دعا رجل الدين الشيعي السعودي السيد حسن النمر الأمة الإسلامية والشعب العربي إلى القيام بواجبه 'الشرعي والأخلاقي' ازاء دعمِ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ودعا لدعم سكان القطاع 'بكل ما هو متاح ماديا ومعنويا.. ورفعِ العوائق عن وصول المساعدات اللازمة إنسانيا وجهاديا'.
وانتقد السيد النمر من دعاهم بأهل السياسة بقوله 'ليس لأهل السياسة عذر في التقاعس عن القيام بالواجب أو عرقلة أي جهد شعبي في نصرة المظلومين من أهلنا في غزة ودفع عدوان الصهاينة المعتدين'.
وعاب على المسؤولين العرب حالة العجز والشلل واندفاع بعضهم لتحميل الفلسطينيين مسؤولية الأحداث.
من جانبه تفقد الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الجمعة جريحين فلسطينيين نقلا من غزة الى مستشفى الملك فيصل التخصّصي بالرياض للعلاج.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الملك عبد الله اطمأنّ خلال زيارته الى المستشفى على صحة الجريح الفلسطيني محمود أبو سلطان(20 عاماً) والذي تعرّض لإصابة في الرأس نتيجة انفجار صاروخ أطلقته القوات الإسرائيلية على منزله.
كما أطمأن الملك السعودي على جريح فلسطيني ثانٍ هو عماد الخالدي( 22 عاماً) والذي أصيب بانفجار صاروخ ما أدى إلى كسر في ساقه اليسرى وأجريت له عملية جراحية عاجلة.
وأضافت الوكالة أن الملك عبد الله استمع خلال زيارته إلى شرح من المختصّين عن حالة المصابين الاثنين اللذين وصلا في طائرة الإخلاء الطبي إلى الرياض مساء أمس الخميس، وتمنى لهما الشفاء العاجل.
ودعا الى بذل أقصى الجهود للعناية بهما وبأي جريح فلسطيني آخر يصل إلى المملكة للعلاج، وللعناية بمرافقيهم وإسكانهم ورعايتهم.
وكانت طائرة الإخلاء الطبي السعودي الأولى وصلت إلى مطار قاعدة الرياض الجوية الخميس من مطار العريش المصري وعلى متنها تسعة جرحى فلسطينيين.

القرضاوي: حماس لم تخطئ
حين انهت التهدئة

وفي الدوحة طالب يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية بالتحرك لنصرة أهل فلسطين الذين يتعرضون للمجازر الإسرائيلية، مدافعا عن حركة حماس التي قال إنها لم تخطئ حين أنهت التهدئة التي استمر فيها الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة .
وأشار قرضاوي في خطبة الجمعة بالدوحة إلى 'ان حماس انهت التهدئة لسبب واضح انها لا تريد تهدئة مجانية' وتساءل 'هل تعني التهدئة ان أكف يدي عنك وانت تقتلني وتموتني جوعا بالحصار أي تهدئة هذه؟'.
وأوضح القرضاوي 'هذا الحصار الذي شاهدناه يحرم الفلسطينيين من كل مقومات ومتطلبات الحياة.. إن الفلسطينيين لا يجدون شربة المياه ولا الوقود ولا الغذاء ولا الدواء لا يجدون التدفئة.. ماذا يفعل الناس'.
وقال القرضاوي 'إن المعابر في أيديهم يغلقونها وقتما يشاءون ويفتحونها متى يشاءون.. كيف يمكن الصبر على هذا .. والأعجب ان المعبر الذي بأيدينا نحن العرب المسلمين نغلقه عن أخواننا وهو شريان من شرايين الحياة كيف يجوز لنا هذا'.
وأوضح القرضاوي 'أن الامة الاسلامية يجب ان تهب أمام العدو والغزو الاسرائيلي للجهاد، أهل البلد أولا وهم الفلسطينييون الان ومن ثم من حولهم ومن حولهم حتى يشمل الجهاد العالم الإسلامي بأكمله'.
وتابع القرضاوي 'إن أهل فلسطين غير قادرين على مواجهة إسرائيل بترسانتها النووية وقدرتها العسكرية التي تمولها أمريكا، وهم عزل (الفلسطينيين) لا يستطيعون المواجهة وحدهم ولذلك على الأمة الإسلامية ان تقف معهم كلا بما يستطيع أن يقدم من رجال أو سلاح أو بالمال أو حتى بالمقاطعة '.
وقال 'إن الأمة الاسلامية أمة متضامنة في كل شيء في السراء والضراء في الحرب والسلم، المسلم اخ المسلم لا يسلمه ولا يحقره ولا يخذله ، ويجب ان يشد المسلمون بعضهم البعض كالجسد الواحد لا يجوز في الاسلام ان تعيش وحدك وتترك اخوانك'.
مضيفا 'فيكتب الفقه الإسلامي انه إذا أسرت امرأة مسلمة في المشرق يجب ان يساعدها ويفك اسرها حتى أهل المغرب'.
وكان القرضاوي دعا في كلمة ألقاها في مهرجان جماهيري حاشد لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة نظمته الفعاليات الشعبية والثقافية بدولة قطر في الدوحة ليلة الخميس، أن نصرة أهل غزة في محنتهم واجبة على المسلمين، كل حسب استطاعته، لا يعذر منذ ذلك أحد.
وحيا القرضاوي جماهير الأمة الإسلامية التي خرجت في مسيرات معبرة عن شعورها وتعاطفها مع غزة، مؤكدة أن الأمة الإسلامية مازالت حية وموجودة، وأنها جميعا مستعدة لبذل الأنفس والأموال من أجل نصرة إخوانها، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في عجز الأنظمة الرسمية التي وصفها بأنها فقدت شرعيتها لدى شعوبها عن اتخاذ قرار حاسم لمواجهة الظلم الواقع على سكان غزة.
وخاطب العلامة القرضاوي قيادات حركة حماس في الداخل والخارج، مؤكدا لهم أن قلوب الأمة معهم في صبرهم ومصابرتهم، واصفاً إياهم بأنهم 'مثال للبطولة الرائعة والرجولة الفارعة رغم الجوع والحصار والتضييق'، داعيا إياهم إلى عدم اليأس، إذ أن اليأس والقنوط من مظاهر الكفر، كما قال، مضيفا: 'اطمئنوا فلن تخذلوا ولن تضيعوا مادمتم متمسكين بحقكم'.
وكان حضور المهرجان الذي قدر بما يزيد عن 15000 شخص قد وجه رسالة تضامن باسم أهل قطر والمقيمين فيها، أكد فيها على وقوفه إلى جانب إخوانهم من أهل غزة بكل ما يملك حتى تتحقق لهم الحرية وتزول عنهم الغمة التي حلت بهم بفعل آلة الحرب الصهيوينة التي لم تفرق بين شيخ ولا طفل ولا عجوز ولا مقاوم.
وندد المشاركون في مهرجان تضامني مع قطاع غزة في العاصمة القطرية الدوحة بـ'الصمت الرسمي العربي' تجاه العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ودعوا الأنظمة العربية إلى 'مواقف جريئة وتحركات قوية' من أجل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي مازالت مستمرة على القطاع منذ السبت الماضي.
وقال أستاذ الشريعة في جامعة قطر الدكتور إبراهيم عبد الجبار منتقدا الحكام العرب 'لن نبكي الشهداء ولن نندبهم، فهم الأحياء، إنما نبكي قادة أحياء وهم أموات، باعوا دينهم وأمتهم وأعراضهم ومقدساتهم من أجل كراسيهم وعروشهم'.
وبدوره أكد الداعية الكويتي محمد العوضي أن 'الحكام العرب أكثر خذلانا من الصهاينة أنفسهم'، مضيفا 'هؤلاء الحكام أموات فكفنوهم رغم أنهم لا يستحقون ذلك، وكبروا عليهم أربعا، فهم يريدون أن يطفئوا فينا حتى هذه المشاعر الجياشة وهذا التضامن مع إخواننا في غزة'.
واتهم الأنظمة العربية بأنها 'أدوات للدول الغربية'، واعتبر أن ما يتعرض له سكان غزة من حصار وقصف هو 'عقاب جماعي لهم لأنهم صوتوا في الانتخابات على حركة حماس واختاروا خيار المقاومة'.
أما المفكر والداعية السوداني الدكتور عصام البشير فقال إن 'غزة كلها مشروع شهادة، وإن هذه القضية هي قضية كل الأمة الإسلامية وليست فقط قضية عربية أو فلسطينية'، مضيفا أن غزة 'أعادت القضية إلى جوهرها الذي هو العقيدة والمقدسات'.
واعتبر أن الأمة الإسلامية 'لم تمت ولن تموت أبدا'، وأن المقاومة 'هي السبيل لحماية الأرض والعرض، ودعا إلى جمع الأموال وإرسالها إلى المقاومة الفلسطينية، منتقدا لجوء وزراء الخارجية العرب إلى مجلس الأمن من أجل استصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة.
واعتبر أمين سر نادي قطر الرياضي - الذي نظم المهرجان- عبد الله حامد الملا أن المقاومة والشعب الفلسطيني 'قد تجاوز مرحلة الاستضعاف ولم يعد يجدي معه تخويف'، وأنه 'يعرف ذاته وإمكاناته ويعرف عدوه ومناوراته ومواطن صدقه أو كذبه'.
وقال إن المقاومة 'لن تلغيها أو تعثرها المشاريع الطارئة والبرامج المشبوهة والمؤامرات التي صارت مفضوحة مكشوفة'، مضيفا أن 'الشعب الفلسطيني صار يمثل الرافعة الكبرى لهمة الأمة كلها'.

أطفال البحرين مع أطفال غزة