لندن ـ 'القدس العربي':اكد مصدر مسؤول في شرطة المدينة المنورة بالسعودية امس الخميس، ان قوات الامن اعدت خطة مكثفة لمواجهة اي اشتباكات من الممكن ان تندلع عقب صلاة الجمعة في الحرم النبوي، وسط تزايد حملات التحريض ودعوات التظاهر والاعتصام بين الشيعة والسنة وهو امر يعارض قوانين وزراة الداخلية السعودية.
وفي بادرة حسن نية أطلقت السلطات السعودية امس الخميس سراح المواطنين الشيعة المحتجزين على خلفية 'احداث البقيع' بعد ايام من الأحداث المتسارعة التي كادت ان تشعل صراعا طائفيا في بلد يعد من اكبر الدول المصدرة للنفط.
وذكر أهالي المعتقلين لشبكة 'راصد' الاخبارية الشيعية أن السلطات اتصلت بهم للحضور لاستلام أبنائهم المفرج عنهم وأن عددا منهم غادر السجون بالفعل.
والمحتجزون الذين قدر عددهم بـ 11 معتقلا وأغلبهم فتيان القي القبض عليهم اثر اشتباكات بين آلاف الزائرين الشيعة وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الامن في باحة الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
وتقول المواقع الالكترونية الشيعية ان قوات الأمن السعودي وعناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يساندها متشددون سلفيون 'اعتدوا على الزوار الشيعة'.
واضافوا 'بدأت شرارة الأحداث الجمعة الماضية مع اكتشاف قيام أحد عناصر (الهيئة) بتصوير الزائرات الشيعة خلسة وهن يؤدين مراسم الزيارة بجوار مقبرة البقيع الغرقد في طرف باحة الحرم النبوي الشريف'.
وقاد ذلك إلى اندلاع اعتصام حاشد في اليوم نفسه شارك فيه أكثر من 2000 من الزوار الشيعة احتجاجا على ممارسات الهيئة وانتهى باعتقال خمسة من الزوار.
وتسارعت الأحداث وتجددت الاشتباكات بين عناصر الهيئة والزائرين الشيعة في الأيام التالية وسقط خلالها عدد من الجرحى الشيعة نتيجة اعيرة نارية لقوات الشرطة وجرح رجل امن.
واعتقلت السلطات المزيد من الزائرين الشيعة بخلاف من ادخلوا المستشفيات نتيجة تلقيهم اصابات وكسورا مختلفة نتيجة الاعتداءات.
وفجرت أحداث البقيع موجة غضب في الشارع الشيعي السعودي برزت مع خروج عدة مسيرات شعبية في بلدة العوامية بمحافظة القطيف (شرق) الأمر الذي كان ينذر بخروج المزيد في مدن وبلدات شيعية اخرى.
ويأتي اطلاق المعتقلين بعد حملة واسعة من الاتصالات التي قام بها الحقوقيون ورجال الدين والوجهاء الشيعة في الأحساء والقطيف والمدينة المنورة لحث السلطات على وضع حد لممارسات عناصر 'الهيئة' واطلاق المعتقلين.
من جانبه ناشد داعية إسلامي سعودي شيوخ الشيعة في الخليج والسعودية تحديداً، استنكار التصريحات الإيرانية بأنّ البحرين عبارة عن مقاطعة إيرانية، ودعاهم إلى استنكار 'الدعوات التحريضية' التي قال إنّ عدداً من شيوخ الشيعة الموالين لإيران يطلقونها لزرع الفتنة بين المسلمين في المنطقة، وانتقد ما اعتبره 'صمت' الشيوخ الشيعة على ما سماها 'الدعوات الطائفية'، التي قال إنها 'لن تحصد إلا المآسي والفتن'.
واتهم الداعية السعودي الشيخ عايض الدوسري شخصيات شيعية سعودية بالعمل على 'إيقاع الفتنة بين المسلمين' على مقربة من المسجد النبوي في المدينة المنورة.
وقال الدوسري 'توجهت مجموعات منظمة من الشيعة في المدينة المنورة يوم الأحد والاثنين الماضيين، لتنفيذ التوجيهات الطائفية، فباشروا التجمهر الكثيف، ورصّ الصفوف، ومعهم مكبرات الصوت وكاميرات الفيديو، وهم يُصوِّرون تحركاتهم، مما يدل أنّ العملية كلها مرتبة ومنظمة، واشتبكوا مع رجال الأمن الذين يحمون المصلين والزائرين، ثم توجهوا وحاصروا مباني حكومية، وهم في كل خطوة يُصورون بكاميراتهم الخاصة كل ما يجري، ويرجمون رجال الأمن وبعض المصلين بالأحجار والاخشاب والأحذية'.
وقال الدوسري 'أكد شهود عيان أنّ مجموعة من قيادات الشيعة وجهت شتائم مُقذعة لأبي بكر الصديق وعمر الفاروق ومن يتولاهما، ثم قامت مجموعة من الشباب الشيعة بإيقاف سيارة مواطن في حي العوالي في المدينة وإنزاله بالقوة منها وضربه، وتحطيم السيارة بالكامل'.
ومضى الداعية السعودي إلى القول 'ثم تطوّرت الأحداث لتأخذ منحى أكثر عنفًا، حيث ردّد المتجمهرون شعارات تمجيدية لإيران وأناشيد، ثم قام بعض المتجمهرين بالاعتداء على أفراد دورية كانت بجانب الحرم النبوي، وعملوا بعد ذلك على قلب سيارة الدورية يدوياً لإرغام رجال الأمن على النـزول. وفي الوقت نفسه أصيب اثنان من رجال الأمن في مكان آخر بعدة طعنات، في أنحاء متفرقة من أجسامهم'.
واعتبر الشيخ الدوسري التحرك الحالي من قبل من سماهم 'الموالين للنظام الفارسي'، بأنه يأتي استجابة لما قرره وقعّده النظام الفارسي الإيراني منذ قيام الثورة وحتى وقتنا الحالي، من اعتبار الحرمين الشريفين 'يقعان تحت سيطرة أهل السنة النواصب، وأنه يجب تحريرهما، وأنهم يفضلون احتلال الأمريكان أو البريطانيين لمكة والمدينة من أن تكون تحت يد أهل السنة'.
واعتبر الدوسري أنّ 'تطلع إيران إلى مكة والمدينة قديم'، لكنه تطور الآن لإجهاض مبادرة السعودية للمصالحة العربية، وقال 'يُجمع جميع العقلاء العرب أننا في هذا الوقت بالذات نحتاج إلى تُوحد ولحمة حقيقية، ولذا لا نستغرب في هذا السياق قيام أحد أهم القادة العرب وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بقيادة الوحدة والائتلاف والمصالحة العربية، بلغة صادقة وصريحة، لإدراكه الحكيم بأن الأمة العربية يُتربصُ بهـا الدوائر، وهي تحتاج إلى حُكمــاء وعقلاء يجتازون بها تلك المحن التي يُراد لها أن تكون فوضى خلاقة'.
وأشار الدوسري في هذا الصدد إلى مواقف صدرت عن مسؤولين إيرانيين تمس بالبحرين مؤخراً.
الى ذلك أصدر الداعية السعودي السلفي ناصر العمر، بيانا حول الإعتداءات التي جرت للشيعة في المدينة المنورة، بعنوان 'الرافضة ومحاولات الإلحاد في الحرمين'، وذلك على موقعه 'موقع المسلم' على الشبكة العنكبوتية.
ووصف العمر، ما حدث في البقيع بأنه 'استفزاز من الرافضة لرجال الأمن والمواطنين'، وأكد أن ما يسميه بـ 'الإستفزاز' سيتكرر، لأن الشيعة، بحسب بيانه كانت إثارة 'الشغب على أهل الإسلام ديدنهم منذ ظهورهم على يد ابن سبأ'.
ويصف العمر في بيانه هذه الأحداث بأنها تأخذ طابع 'تمرد داخلي' بقصد إحراج الحكومة السعودية 'بانتهاز حملات اليهود والصليبين عليها تحت شعار الحريات الدينية'،وأن هذا التمرد تغذيه جهة خارجية يقصد بها إيران. التي تأسّف على أوضاع 'المسلمين' فيها، وقال ان هناك تجاهلا لأوضاعهم منذ 'هيمنة رجال الدين الإثني عشري على السلطة هناك'.
واختتم العمر بيانه بتأكيده أن 'المسلمين' تسامحوا مع الشيعة 'إلى حدود التفريط أحيانا'، وقال ان ذلك هو 'ما يفسر بقاياهم في المدينة النبوية مثلا'.