الجزائر ـ 'القدس العربي' من كمال زايت:قررت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال (يساري معارض) الترشح للانتخابات الرئاسية في الجزائر والمقرر إجراؤها في 9 نيسان/أبريل القادم، وهذا للمرة الثانية في مسارها السياسي بعد أن خاضت انتخابات الرئاسة الماضية التي جرت في 2004، واحتلت المركز الرابع فيها.
وقد تولى الإعلان عن قرار الترشح القيادي في حزب العمال جلول جودي في بداية أعمال ندوة وطنية ضمت مسؤولي المكاتب الولائية للحزب الجمعة بالعاصمة، معلنا أن حنون ستخوض الانتخابات الرئاسية تحت شعار 'السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية'.
ووصفت حنون في كلمة ألقاها جودي نيابة عنها، هذا الترشح بالمهمة 'الجد ثقيلة'، مشيرة إلى أن 'الرهان' الذي ينتظر حنون يتمثل في 'تقليص الخندق الذي يفصل الشعب عن مؤسسات الدولة'.
وأشارت إلى اعتزازها بقرار الحزب الذي يجدد فيها الثقة لخوض انتخابات الرئاسة القادمة، والذي يقوم على تفويض شعبي من خلال التوقيعات التي جمعت خلال الأيام الماضية، و التي تعبر عن 'تطلع عميق لتغيير جذري في البلاد بهدف ضمان الحقوق و الحريات'.
ودعت الأمينة العامة لحزب العمال إلى ضرورة جعل الاقتراع القادم 'منعطفا إيجابيا' يسمح بـ'إعادة تأهيل العمل السياسي'.
وأكدت أن أهداف الحزب من المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، تتمثل في إعادة الثقة للشعب، والعمل على تغيير واقعه واقتراح حلول لمشاكله. وأوضحت أن الخطوط العريضة لبرنامجها الانتخابي الذي ستدافع عنه في حملة انتخابات الرئاسة تصب كلها في ضرورة 'إحداث القطيعة مع كل السياسات المسؤولة عن زيادة التفسخ و اليأس في كل أرجاء الوطن'.
وأعلنت عن إيمانها بقدرة حزب العمال على قيادة البلاد وتحريرها مما وصفته بـ'التناقضات الصارخة' في تسيير شؤونها، واعدة بالعمل على تجسيد وعودها الانتخابية في حالة وصولها إلى الحكم، وفي مقدمة ذلك العمل على 'إعادة صياغة الدستور' و'التكفل بانشغالات كل شرائح الشعب'.
وأبدت حنون قلقها من قرار الرئيس بوتفليقة باستدعاء ملاحظين دوليين لمراقبة الانتخابات الرئاسية، مشيرة في المقابل إلى أنها لا تريد الحكم نهائيا على هذا الأمر، علما بأنها سبق أن أعلنت عن رفضها اقتراح ملاحظين دوليين، معتبرة ذلك تدخلا في الشأن الداخلي للجزائر وأمرا يمس بالسيادة الوطنية.
كما دعت أعضاء حزبها العمل على مراقبة الانتخابات الرئاسية القادمة، والسهر على سيرها في إطار الشفافية والنزاهة.
وتخوض حنون الانتخابات الرئاسية القادمة وسط تناقضات داخلية يعيشها حزبها سببها الاستقالات المتكررة لقيادات محلية، إضافة إلى انسحاب الأغلبية الساحقة من نوابها بالبرلمان بسبب قضية اقتسام الرواتب مع الحزب، وهو القرار الذي يتمرد عليه النواب في كل مرة.
على جانب آخر يواصل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زياراته الميدانية للولايات التي توصف، حسب المراقبين، بأنها حملة انتخابية مبكرة، فبعد ولاية البليدة (50 كيلومتراً غرب العاصمة) التي زارها الرئيس بوتفليقة الأربعاء الماضي، ينتظر أن يقوم بزيارة أخرى إلى ولاية وهران (450 كيلومتراً غرب العاصمة) الاثنين القادم.
جدير بالذكر أن قيام الرئيس بوتفليقة بزيارات ميدانية للولايات قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004 كانت مصدر شكاوى وانتقادات من طرف منافسيه في تلك الانتخابات، الذين كانوا يتهمونه باستغلال إمكانيات ووسائل الدولة في حملة انتخابية مبكرة. لكن زياراته الميدانية لم تثر هذه المرة أي جدل.