الدوحة- 'القدس العربي'من هديل رشاد:تأجلت اولى جلسات الاجتماع التي كانت مقررة مساء أمس الاثنين في الدوحة بين ممثلي الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور الى صباح اليوم بسبب تأخر وصول اعضاء من الوفدين وفقا لمصادر في الوفدين.
وكان مقرراً أن تشهد العاصمة القطرية الدوحة أمس 'اجتماع سلام دارفور' وذلك بحضور طرفي النزاع الرئيسين المتمثلين في الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة الى جانب أطراف أخرى متنازعة .
وذكرت قناة الجزيرة القطرية أن حركة تحرير السودان جناح الوحدة انضمت إلى المقاطعين لمحادثات الدوحة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور.وكان جناح آخر من حركة تحرير السودان يتزعمه عبد الواحد محمد نور قد أعلن أيضاً مقاطعته محادثات الدوحة وقال إنّها مشروع مصالحة بين الإسلاميين في الحكومة السودانية والإسلاميين من مسلحي دارفور.
وترعى قطر الاجتماع ويحضره عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وعدد من المبعوثين الدوليين والإقليميين.
واستكمالاً لنتائج الجهود التي سوف يتمخض عنها الاجتماع، قالت مصادر مصرية إنه من المنتظر أن يتوجه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط واللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات المصرية الى الخرطوم في غضون أيام قليلة لإجراء مباحثات مهمة مع المسؤولين السودانيين وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير.
وكان وفد من حركة العدل والمساواة أجرى أول من أمس مباحثات في القاهرة مع المسؤولين المصريين وفق ما صرحت به المصادر المصرية التي أكدت أن المباحثات تأتي في إطار الجهود والاتصالات التي تقوم بها القاهرة مع مختلف الأطراف السودانية، بما فيها حركات التمرد.
كما أشارت المصادر إلى أن هذه الاتصالات تجري في الإطار الثنائي بمنأى عن جهود اللجنة العربية الأفريقية التي ترأسها قطر والتي تضم 12 دولة عربية وأفريقية إلى جانب الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، فيما اعتبرت أن كلتا القناتين تصبان في اتجاه واحد وتؤديان إلى هدف ونتيجة واحدة وهي العمل على مساعدة السودان على تجاوز أزمته الراهنة وتحقيق مصالحة تفضي إلى إنهاء ملف أزمة دارفور.
وكان وفد حركة العدل والمساواة برئاسة شقيق رئيس الحركة ومستشاره الاقتصادي جبريل ابراهيم وصل الى قطر قادما من القاهرة للمشاركة في المباحثات مع الحكومة السودانية في العاصمة القطرية.
وفي خصوص اجتماع الدوحة، قال عبدالله فقيري سفير السودان في قطر لوكالة فرانس برس ان 'الوفد الحكومي السوداني يترأسه وزير الدولة للشباب والثقافة والرياضة امين السيد عمر'.
وقد عقد 'اجتماع تشاوري' في الدوحة بين رعاة المحادثات بهدف 'التشاور حول سبل دعم وانجاح محادثات السلام في دارفور'.
وشارك في الاجتماع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية احمد بن عبدالله ال محمود والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي والوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي.
وبحسب بيان صدر عقب انتهاء الاجتماع 'اكد المشاركون على التزامهم بالعمل معا في تأييدهم الكامل للجهود المنسقة والمبذولة من الوسيط المشترك ومن دولة قطر لايجاد حل للازمة' في دارفور.
وهذا الاجتماع بين حركة العدل والمساواة والسلطات السودانية هو الاول بين الجانبين منذ اخر لقاء في صيف 2007 في ليبيا.
وقال السفير السوداني لدى قطر 'من المتوقع ان يتم غدا الثلاثاء (اليوم) التوقيع على اتفاقية اطارية لوقف العدائيات في دارفور'.
واضاف فقيري لوكالة فرانس برس ان 'الاتفاقية ذات طبيعة امنية وعسكرية ومن المؤمل توقيع اتفاقيات مماثلة مع فصائل اخرى في دارفور كخطوات تمهيدية لاتفاقية السلام النهائية'. لكن حركة العدل والمساواة بزعامة خليل ابراهيم نفت على موقعها الالكتروني علمها بالاتفاق- الاطار الذي نشرته بعض الصحف والوكالات الاحد بينها وبين الحكومة السودانية.
وقال الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين ادم من القاهرة ان 'المباحثات التي ستجرى في قطر بين حكومة الخرطوم ووفد الحركة تتعلق ببند بناء الثقة بين الطرفين'. وتابع 'المفاوضات التي سنجريها ليست كمفاوضات ابوجا لاننا نسعى الى اشراك فصائل دارفور واهل الاقليم ومنظمات المجتمع المدني والنازحين'، بحسب تصريحه على موقع الحركة على الانترنت.
وقال ادم انه 'ليس متفائلا بالمفاوضات'، غير انه اضاف ان وفد الحركة 'يذهب الى الدوحة بقلب وعقل مفتوحين'.
واشترط 'الا يتم ربط ما سيصدر من المحكمة الجنائية الدولية في حق (الرئيس السوداني عمر) البشير بالمفاوضات التي ستجرى'، مشيرا الى ان الوفد 'لن يوقع على الاتفاق المنشور وسيقدم خطابا واضحا في الجلسة الافتتاحية'.
واضاف احمد حسين ادم 'لن نسمح بتعطيل لاهاي وهي في مقدمة اجندتنا ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم'، في اشارة الى ملاحقة الرئيس السوداني امام المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت بعض وسائل الاعلام نشرت نص مسودة وثيقة 'الاتفاق الإطاري' الذي يفترض أن توقعه الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في الدوحة. ونصت الوثيقة على 'وقف الأعمال العسكرية والأعمال العدائية وتحسين الوضع الأمني في دارفور'.
و'بموجب الاتفاق يشكل الطرفان، لجنة تتألف من ثلاثة ممثلين لكل طرف وممثل واحد للحكومة القطرية' تعنى 'بمشاورات ما قبل التفاوض والحوار لترقية الحوار السياسي وتهيئة المناخ الملائم لجولة المحادثات الأخيرة' بحسب ما تم نشره.
و'سيشمل الاتفاق النهائي النزع السريع والفوري للسلاح من الميليشيات، والوضع المستقبلي للتشكيلات المسلحة، واختيار وتشكيل قوات الشرطة والأمن عبر إجراءات تراعي الكفاءة والتمثيل العادل وعدم قبول الذين أدينوا بارتكاب جرائم، وعدم الإفلات من العقاب ازاء الجرائم التي ارتكبت ضد المواطنين المدنيين خلال فترة النزاع'.
وترأس قطر لجنة وزارية عربية وافريقية لمحاولة التوصل الى سلام في دارفور. واسفرت الحرب الاهلية في اقليم دارفور غرب السودان عن 300 الف قتيل و7،2 مليون نازح بحسب الامم المتحدة. لكن الخرطوم تتحدث عن عشرة الاف قتيل فقط.
واندلعت مواجهات متكررة بين متمردي حركة العدل والمساواة والجيش السوداني في كانون الثاني/ يناير قرب الفاشر، عاصمة اقليم دارفور، ومدينة المهاجرية (جنوب).
واستعاد الجيش هذا الاسبوع السيطرة على منطقة المهاجرية حيث اجبر اكثر من ثلاثين الف شخص على النزوح هربا من المعارك، وفق تقديرات مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة.
ولم توقع حركة العدل والمساواة اتفاق السلام في دارفور في ايار/ مايو 2006، ووحده جناح مني ميناوي في جيش تحرير السودان وقع هذا الاتفاق من جانب المتمردين.
وعبرت حركة العدل والمساواة في السابق عن رغبتها في ان تكون الطرف الوحيد الذي يمثل حركات التمرد في اي مؤتمر للسلام في دارفور، لكن الامم المتحدة تأمل بمشاركة فصائل اخرى بينها الفصيل الذي يتزعمه عبد الواحد محمد نور الذي يقيم راهنا في باريس.
53