الجزائر ـ 'القدس العربي' يشارك المخرج الجزائري المغترب بفرنسا رشيد بوشارب بفيلمه الأخير 'لندن ريفر'، المستوحى من الاعتداءات الإرهابية في لندن في السابع من تموز (يوليو) 2005، ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي الدولي.ويروي الفيلم، أنتج سنة 2008 وتبلغ مدته 90 دقيقة ويتقاسم البطولة فيه كل من رشدي زام وسامي بوعجيلة إلى جانب كوكبة من نجوم السينما الفرنسية، قصة الجزائري عصمان المغترب بفرنسا الذي لديه ابنه علي يعيش في لندن رفقة جان ابنة اليزابيث التي تعيش في قرنساي وهي جزيرة أنجلو نورمند، وعندما لم تصلهما أخبار علي وجان منذ وقوع الأحداث الإرهابية التي عرفتها لندن توجه عصمان إلى إليزابيث ليقررا الذهاب للبحث عن الاثنين.
للتذكير فقد تم تكريم رشيد بوشارب في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي عن فيلمه 'انديجان'.
قضايا عالمية
وهذا وقد انطلقت فعاليات الدورة يوم الخامس من الشهر الجاري وتستمر لمدة اسبوعين ويعد واحدا من أفضل ثلاثة مهرجانات سينمائية عالمية حيث يقترن في الأهمية مع مهرجان كان في فرنسا ومهرجان فينسيا بايطاليا .
ويشتمل المهرجان، الذي اختار الممثلة الاسكتلندية تيلدا سوتيه كرئيسة للجنة التحكيم في المسابقة الرسمية للمهرجان، على محور الدورة الحالية التي تتناول المتغيرات في العالم المعاصر وعلاقة العالم بفكرة العولمة بالإضافة إلى تكريم المخرج السينمائي الفرنسي كلود شابرول صاحب سيرج الجميل احد ابرز تيار موجة السينما الفرنسية الجديدة التي أثرت في السينما العالمية .
واستهل المهرجان فعالياته بفيلم العالمي إخراج الألماني توم تيوكر الذي صورت العديد من مناظره في ألمانيا وسيجري تسويق عروضه في الصالات العالمية عقب اختتام المهرجان وهو إنتاج بريطاني ألماني مشترك من النوع السياسي يؤدي فيه دور البطولة البريطاني كليف أوين وناعومي واتس، وتدور أحداثه حول قصة تعقب أثر صفقات الأعمال الإجرامية التي تمول الحرب والإرهاب. يذكر أن تيوكر افتتح المهرجان نفسه عام 2002 بفيلم 'الجنة' الذي أدت الدور الرئيسي فيه كيت بلانشيت وانطلقت شهرة المخرج بفيلميه: 'اركضي لول اركضي' و'العطر' المستمد عن رواية أدبية شهيرة .
وتناقش أغلبية الأفلام قضايا ومفاهيم وأوضاعا عالمية معظمها يتعلق بتلك التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها العالم المعاصر. وهناك العديد من الأفلام تتعرض لتأثير العولمة على مصائر الأفراد من جوانب متباينة كالحالات الرومانسية أو في الفقد والضياع والعزلة وأنماط من العنف السائد في سعيها البحث عن هويته وكينونته في لجة من التغيرات المتسارعة وهذا ما تفيض به أفلام: 'القارىء' لستيفن و'الدري والنمر الوردي' لهارلد زيوارت وماتوث للوكاس موديسون وجميعها ساهمت شركات ألمانية في تمويلها بالتعاون مع شركات إنتاج سينمائية أمريكية.
وتتضمن المسابقة الرسمية احدث انجازات السينما الألمانية الجديدة التي يبدو أنها في أفضل حالاتها الإنتاجية من بينها فيلم الاندرين والفيلم الإيراني 'مشياً على الأقدام' إخراج مزيرون حسن، ومن خارج المسابقة هناك فيلم 'الغضب' لسالي بوتر والفيلم الصيني 'معجب إلى الأبد' للمخرج تشين كيج بالإضافة إلى فيلم 'الحياة الخاصة لربيكا مايلو' والذي تضطلع بأدائه جوليان مور مع النجم كيانو ريفز.
ومن بين الأقسام اللافتة في المهرجان ركن خاص بأفلام الشباب التي تنتج وتصور بأسلوبية السينما المستقلة بعيدا عن هيمنة وشروط الشركات السينمائية العالمية الكبرى، حيث يشتمل الركن على الاحتفاء بمجموعة من أفلام المخرجين الشباب في إطلالتهم الأولى على صناعة الأفلام والقادمين من بلدان: كوريا الجنوبية ورومانيا والولايات المتحدة وهولندا وأغلبيتها تطرح جملة من العلاقات والصور وهي تندفع في محاكاة لقصص من بيئات متباينة وتفيض بالأحاسيس والمشاعر الدفينة داخل معالجات درامية وبصرية مبتكرة.
وتشارك في فعاليات الدورة التي تحتفل بمرور 20 عاما على سقوط سور برلين النجمة كيت وينسليت والعديد من ابرز الأسماء في فضاءات الفن السابع .
ويهتم المهرجان بتلك الطاقات والمواهب السينمائية الشابة التي ترغب في تعميق وتطوير قدراتها أو البحث عن تمويل لمشاريع قادمة حيث سيجري توفير أكثر من ورشة عمل وبرنامج تدريبي خاص بهذه الشريحة المكونة من مئات المواهب الآتية من أرجاء المعمورة وتعريفهم بالعديد من القامات السينمائية الرفيعة وإبداعاتهم الكلاسيكية والمعاصرة فضلا عن اطلاعهم على احدث أساليب العمل والرؤى والأفكار المتبعة في السينما المعاصرة.
riadouear@hotmail.fr85