رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض ـ اكدت مصادر فلسطينية الثلاثاء ان السلطة تستعد لرفع دعاوى قضائية ضد اسرائيل لارتكابها جرائم حرب في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان اسرائيلي متواصل للاسبوع الثاني على التوالي.
وقال د. رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية انه بتوجيهات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتجه السلطة الوطنية لرفع دعاوى قضائية بخصوص جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الاعزل.
واضاف في مؤتمر صحافي عقده بمقر الرئاسة في مدينة رام الله ان حكومة تسيير الاعمال ناقشت هذا الموضوع وكلفت وزير العدل وقانونيين فلسطينيين بدراسة كيفية رفع مثل تلك القضايا ومكان رفعها للبدء فيها.
وشدد الحسيني على ان فلسطين كلها مستهدفة بالاضافة الى قطاع غزة فهناك القدس المهددة بالاستيطان، مشيرا الى ان هناك اوامر اغلاق للبيوت الفلسطينية المتهم احد افرادها بالقيام بعمليات ضد اسرائيل من اهالي القدس، ومضيفا "نحن شعب ضد الاحتلال ولا نستطيع الوقوف ضد الآلة العسكرية الاسرائيلية، لذلك نطالب بحماية دولية لمنع تكرار المجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في مخيمات صبرا وشاتيلا، والمجازر التي تحدث في قطاع غزة، ونطلب من كافة القوى تفهم الموقف الرسمي الفلسطيني".
ومن جهة اخرى اعلن الامين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضى العربية المحتلة السفير محمد صبيح ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا خلال الايام القليلة المقبلة بعد عودة الوفد العربي من نيويورك.
واوضح صبيح في تصريح صحافي الثلاثاء ان الاجتماع يهدف لدراسة تقرير وفد اللجنة الوزارية العربية هناك والتى شكلت بقرار من الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب يوم 31 كانون الاول (ديسمبر) الماضي لبحث سبل وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال:هناك جهد كبير من قبل الوفد الوزاري العربي الموجود حاليا فى نيويورك بحضور عباس، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل، وعدد من وزراء الخارجية العرب.
واشار الى ان هذا التحرك الذى يتم في نيويورك يساند تحركات اخرى تقوم بها عواصم عربية كثيرة وخاصة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الامن وبشكل ادق الولايات المتحدة الامريكية.
وقال ان "التحرك العربي الان يمر بلحظات فارقة فى مجلس الامن، وسنرى خلال الساعات القليلة القادمة كيف ستتصرف الولايات المتحدة الامريكية".
وحول جدوى التحركات من قبل اطراف اقليمية عديدة منها تحرك الترويكا الاوروبية وزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى الى المنطقة، قال السفير صبيح "ان كل تحرك مبني على القواعد الدولية وحقوق الانسان والوقف الفوري لمسلسل القتل والاجرام ورفع الحصار وفتح المعابر، اعتقد انه يلقى ترحيبا كبيرا من الامة العربية، لكن من يساند العدوان بشكل غير مقبول في جمهورية التشيك او في المانيا، فاننا نؤكد انه امر يرفضه العرب تماما وسيسجل فى تاريخ الدول التى تساند هذه المجزرة التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
وحول ما تردد عن مبادرات لنشر قوات دولية فى قطاع غزة، قال "الآن الجهد لا بد وان ينصب على وقف القتال والمجازر الاسرائيلية، وهذه المهمة الاولى التى لا بد ان تتم بأسرع طريقة ممكنة لحماية المدنيين فى قطاع غزة، وبعد ذلك ارى ان هذه قضية خاضعة للمفاوضات وهي امور تحتاج الى وقت طويل، لذلك لا نريد ان ندخل فى تفاصيل تؤخر عملية وقف اطلاق النار".
وحذر السفير صبيح من خطورة ما يجري فى الاراضي الفلسطينية من نشر الموت والخراب والدمار، واصفا الوضع بأنه محرقة بكل المقاييس على شعب محاصر.