غزة ـ القدس العربي ـ من اشرف الهور ـ واصلت قوات الاحتلال هجماتها البرية والجوية ضد قطاع غزة الثلاثاء لليوم الـ 11 على التوالي، في وقت تشهد فيه الاوضاع الانسانية والصحية مزيدا من التدهور.
واستشهد 45 فلسطينيا على الاقل في قصف اسرائيلي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، بحسب ما افادت مصادر طبية.
وانفجرت قذيفتا دبابات خارج المدرسة مما أطلق شظايا أصابت أشخاصا داخل وخارج المبنى الذي يحتمي فيه مئات الفلسطينيين، وقال المسؤولون إن عشرات أصيبوا أيضا.
وفي وقت سابق استشهد ثلاثة فلسطينيين في ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة أخرى تديرها الأمم المتحدة بالقطاع.
كما اكدت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان انه تم انتشال جثامين 12 شهيدا على الاقل من عائلة واحدة بينهم سبعة اطفال استشهدوا في قصف مدفعي اسرائيلي استهدف منزلهم صباح امس الثلاثاء في حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وقالت مصادر طبية "استشهد 12 فردا من عائلة الداية في القصف المدفعي الاسرائيلي على منزلهم المكون من اربع طبقات في حي الزيتون".
وقال شهود عيان ان "بعض الجثامين ما زالت تحت الانقاض حتى الآن وتم انتشال اشلاء ممزقة من الشهداء".
واضاف شهود العيان ان "من بين الشهداء 7 اطفال تتراوح اعمارهم بين عام و12 عاما وثلاث نساء" موضحين ان "الجثامين كانت ممزقة تماما وبمثابة اكوام من اللحم الحي".
وتابعوا انه "تم انتشال جثامين الشهداء من بين الركام الذي كانت الجرافة تحاول ازاحته لتتمكن من الوصول اليهم".
واشاروا الى انه "ما زال العشرات من المسعفين والمدينين يحاولون اخراج باقي جثامين حتى الان".
وتبثت قناة الاقصى التابعة لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" صورا مباشرة لهذه الجثث الممزقة و للدمار الذي لحق بالمبنى.
وبحسب احصاءات رسمية لوزارة الصحة فان عدد شهداء المحرقة الاسرائيلية على القطاع وصلت في يومها الحادي عشر الى حوالي 600 شهيد فيما وصل عدد الجرحى الى 3000 جريح.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، ان 15 شهيدا وصلوا لمستشفى شهداء الاقصى في دير البلح، معظمهم من مناطق النصيرات ودير البلح والبريج، الى جانب عشرات الاصابات من المواطنين بينهم عدد من الاطفال، جراء استمرار القصف الاسرائيلي لمنازل عدد من السكان، وذكر ان من بين الشهداء ابا وابناءه الثلاثة.
الى ذلك، هاجمت مروحيات اسرائيلية منزل يعود لأحد كوادر كتائب القسام في جباليا ويدعى ايمن صيام، فدمرته بالكامل، بعد ان استهدف ليلا نحو 13 منزلا اخر متفرقة في مناطق القطاع، نجم عنها استشهاد عدد من السكان.
وفي شمال القطاع قالت مصادر فلسطينية ان احدى الغارات استهدفت مقر جمعية القرآن الكريم والسنة، ما ادى الى تدميره واصابة عدد من السكان القاطنين على مقربة منه.
الى ذلك، اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ان اثنين من ناشطيها استشهدا خلال اشتباكات مع قوة اسرائيلية خاصة على شاطئ بحر معسكر دير البلح وسط قطاع غزة.
وتؤكد المصادر الطبية الفلسطينية وطواقم الاسعاف انها تواجه صعوبات في نقل المصابين، وتشير التقارير الدولية الى ان الوضع الانساني والصحي "يزداد تفاقما"، خاصة بعد ان دخل انقطاع التيار الكهربائي عن السكان يومه السادس على التوالي، بعد ان دمرت اسرائيل خطوط نقل الكهرباء.
واكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان هناك جرحى يسقطون جراء الهجمات ويستشهدون بانتظار سيارات الاسعاف التي لا تستطيع الاقتراب بسبب القصف والمعارك.