القاهرة -فلسطين برس- أدان الدكتور بركات الفرا ممثل حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح)، في جمهورية مصر العربية، صباح اليوم، العدوان الإسرائيلي الخطير على قطاع غزة، والذي دخل الليلة الماضية مرحلة العدوان البري، بتزامن مع القصف البحري والجوي للقطاع.
وشدد الدكتور الفرا في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة، على أن الاجتياح البري، وقصف التجمعات المدنية والمساجد، والمدارس، والمنشآت الحيوية، وتدمير البنية التحتية، لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني المصمم على الصمود والصبر والسير على طريق الكفاح حتى تحقيق الاستقلال التام.
وقال ممثل حركة فتح: ما تنفذه إسرائيل في قطاع غزة تعد حربا إجرامية تستخدم فيها كل الأسلحة الحديثة، والقذائف المحرمة دوليا، وكل المشاهد المؤلمة في قطاع غزة تثبت بشكل غير قابل للتأويل بأن إسرائيل دولة عنصرية، ودولة عصابات، لا تحترم مبادئ حقوق الإنسان وفي مقدمتها حق الإنسان في الحياة.
وأضاف: شعبنا لا يخاف من الاقتحام البري، ولا من طائرات إف 15، ولا لأباتشي، ولا إف16، ولا البارجات البحرية، لقد استطاع أن يخرج في جميع الحروب التي خضتها إسرائيل ضده صامدا، وصابرا على آلامه وجروحه، ومصمما على نيل حقوقه والإخلاص لدماء شهدائه وجرحاه ومعاناة أسراه.
وخاطب الدكتور الفرا قادة دولة الاحتلال بقوله: إن اعتقدتم بأنكم من خلال قتل المدنيين، وتدمير المنشآت الحيوية، والقصف العشوائي، ستحققون الأمن فأنتم واهمون، فأمن الإسرائيليين لن يتحقق إلا بتحقيق أمن الفلسطينيين.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال من حقه أن يدافع عن حقوقه ويناضل من أجل تقرير مصيره في مختلف الوسائل الكفاحية التي أقرتها القوانين الدولية، وقال: رسالتنا للشعب الفلسطيني اليوم وقد اتسعت رقعة العدوان وبدأت الحرب البرية هي:" في هذه الظروف العصيبة علينا الصبر والتعاضد، والعالي على الخلافات الداخلية، فالمعركة معركتنا جميعا، لا معركة فصيل دون آخر، وفلسطين بفضلكم ستبقى صامدة شامخة بوجه الاحتلال البغيض".
وتابع الفرا: هذه مرحلة تاريخية وتتطلب منا جميعا وحدة الصف، والالتفاف حول القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، التي تناضل سياسيا ودبلوماسيا لفضح العدوان ووضع حد للجرائم الإسرائيلية بتزامن مع تحرك الجماهير وفصائل المقاومة على الأرض".
وأكد أن هذه الفترة المؤلمة التي يمر بها قطاع غزة يجب أن تكون فرصة لفتح صفحة جديدة من قبل مختلف القوى السياسية الفلسطينية، وفرصة للم الشمل والتسامي فوق كل الخلافات.
وأضاف: ندعو أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بالالتفاف حول قيادة الرئيس محمود عباس، وإنجاح دعوته للحوار، لنثبت للعالم أجمع بأننا باللحظات الحاسمة نكون موحدين متكاتفين متعاضدين "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
ودعا ممثل حركة فتح الشعب الفلسطيني للتكافل الاجتماعي، وبخاصة في غزة في ظل القصف والحصار المشدد والنقص الحاد في الموارد، مشيرا إلى أهمية التكافل في حياة شعبنا النضالية.
وتطرق إلى أن التكافل الاجتماعي ساهم بشكل واضح في تدعيم صمود الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة الأولى عام1987م، وخلال العدوان خلال الضفة وإعادة احتلالها خلال شهري فبراير ومارس 2002م.
وتوجه الفرا بالتحية والشكر الجزيل للدول العربية التي قدمت الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي والتمويني للشعب الفلسطيني بشكل عام ولأهالي قطاع غزة بشكل خاص.
ووجه شكر خاص لجمهورية مصر العربية التي فتحت معبر رفح البري منذ الساعات الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لتمكين الطواقم الطبية من نقل الجرحى من قطاع غزة لمستشفيات مصر، وكذلك لتمكين الدول العربية والصديقة من إدخال شحنات الأدوية والمواد التموينية والأساسية للشعب المحاصر منذ فترة طويلة جدا.
وشدد الفرا على أن مصر تتعرض لحملة ظالمة، وأنه لا يمكن لأحد أن يزاود على دور مصر الواضح في القضية الفلسطينية، وقال: يجب أن نتذكر جهود مصر المخلصة لرأب الصدع وتعزيز الوحدة الوطنية وتخفيف الحصار عن شعبنا، وفي دعم حقوقه في كل المحافل الإقليمية والدولية، دبلوماسيا وسياسيا.
وأضاف: لا ننسى وقفة السيد محمد حسني مبارك رئيس الشقيقة الكبرى مصر، الذي أصدره أوامره بفتح معبر رفح وبتسهيل حركة نقل الجرحى للعلاج، وإدخال المساعدات لقطاع غزة.
وأثنى الفرا على قرارات وزراء الخارجية العرب بسرعة التحرك السياسي لدى الأمم المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين العدوان الإسرائيلي، ويعمل على وقفه فورا.
واختتم الفرا مؤتمره الصحفي بالقول: استمرار الحرب لن يكون تأثيره محصورا على غزة، بل سيطال كل المنطقة، وتواصلها سيزيد من العنف، وإسرائيل في جرائمها وحربها البعيد عن المحرمات تزيد من الإرهاب، وهي بذلك تهدد الأمن والسلام الدوليين، ومن هنا نقول كفى سفكا للدماء وكفى اعتداء على حقوق أبناء الشعب الفلسطيني، وكفى استخفافا بالقوانين الدولية، ومبادئ الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.