سيول ـ يو بي اي: قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة إن التهديدات الكورية الشمالية بإطلاق صواريخ تضرّ بمحادثات اللجنة السداسية لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية ووصفتها بأنها 'استفزازية' و'غير مثمرة'، معلنة في الوقت ذاته عن تكليف السفير الامريكي السابق ستيفين بوزوورث بملف بيونغ يانغ.
ونسبت وكالة 'يونهاب' الكورية الجنوبية إلى كلينتون التي تزور سيول في إطار جولتها الآسيوية، دعوتها حكومة بوينغ يانغ لـ'الامتناع عن الاستفزاز غير المفيد في الحرب الكلامية التي تشنّها، لأن ذلك ليس مثمرا'.
وأعلنت خلال مؤتمر صحافي عقدته عقب محادثات مع نظيرها الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان، أن إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما عيّنت السفير الامريكي السابق ستيفن بوزوورث مبعوثا خاصاً للملف الكوري الشمالي، على أن يرفع تقاريره مباشرة إلى أوباما وإليها.
وقالت كلينتون 'نحتاج الى دبلوماسي محنك قادر على التعامل مع المخاطر التي نواجهها في طموحات كوريا الشمالية النووية'، مشيرة إلى أن بيونغ يانغ 'لن تحصل على علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة ما دامت تهين الجمهورية الكورية (الجنوبية) وترفض الحوار معها'.
وألمحت الى أن بوزوورث سيمنح صلاحيات أوسع من تلك التي تمتع بها سلفه كريستوفر هيل، مشيرة الى أنه سيجري اتصالات على مستويات عالية في بيونغ يانغ.
وأبدت وزيرة الخارجية الامريكية قلقها من مستقبل التعامل مع 'حكومة كوريا الشمالية في غياب خلافة واضحة لها، فلا نائب للرئيس هناك ولا رئيس للوزراء، وهذا أمر يجب التفكير فيه'.
واعتبرت أن 'الانجازات الديمقراطية في كوريا الجنوبية والرخاء فيها يتناقضان مع الاستبداد الصارخ والفقر في المقلب الشمالي من الحدود'، مضيفة أن الإدارة الامريكية 'تأخذ كل شيء بالاعتبار عند التخطيط والتخطيط للطوارئ'.
وتابعت 'نحن نتعامل مع الحكومة القائمة حالياً، ومطلوب منها الآن العودة الى المحادثات السداسية للوفاء بالالتزامات التي وافقت عليها، ونتوقع منها أن تفعل ذلك'.
وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان إن الوضع في كوريا الشمالية يشكل 'مصدراً مشتركاً للقلق بين سيول وواشنطن وبيننا تعاون وثيق لمراقبة الوضع'، مشيراً الى أن إعلان بيونغ يانغ أن لها الحق باستئناف نشاطها الفضائي يعدّ انتهاك للقرار 1718 الصادر عن مجلس الامن الدولي.
ويحظر القرار الصادر عام 2006 على كوريا الشمالية إطلاق صواريخ باليستية، واتخذ القرار بعد ان أجرت بيونغ يانغ تجارب لإطلاق صاروخ 'تايبودونغ' 2 الطويل الأمد.
وكان مسؤول امريكي كبير قال الأسبوع الماضي إن قمر تجسّس امريكي التقط صوراً تكشف تحضيرات في موقع للصواريخ في كوريا الشمالية، استخدم في السابق لعمليات إطلاق صاروخ 'تايبودونغ 2'.
لكنّ مسؤولين كوريين شماليين نفوا أن يكونوا بصدد تجربة إطلاق صاروخ وقالوا إنهم سيطلقون قمراً صناعياً.
ويعتبر كلام كلينتون عن غياب الوضوح في استمرارية السلطة في كوريا الشمالية أول كلام رسمي في هذا المجال، بعد تقارير عن تدهور الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الذي أصيب بجلطة في آب/أغسطس الماضي.
وقال وزير الوحدة الكوري الجنوبي كيم هو نيون الجمعة أنه وبخلاف ما قالته كلينتون فإن كيم يسيطر تماماً على الوضع في بلاده ويمسك جيداً بزمام الأمور فيها.
وأوضح أن 'القيادة الكورية الشمالية مستقرّة وتشرف على شؤون الدولة بطريقة طبيعية'، مشيراً الى أن كيم يجري تحضيرات رسمية لتأمين استمرار الحكم.
ورأى الباحث في معهد 'سيجونغ' في كوريا الجنوبية بيك هاك سون أن تعليقات كلينتون 'غير مناسبة'، لكنه استبعد ان تكون موجّهة على شكل رسالة الى بيونغ يانغ.
وقال بيك 'اذا كانت تصريحاتها محسوبة، فقد تشكل إشارة الى أن الولايات المتحدة ستنتظر الى حين انتهاء عملية انتقال السلطة في كوريا الشمالية'.
وأضاف 'لكن هذه ليست سياسة إدارة اوباما، ويبدو أن كلينتون قالت كلامها من دون أن تفكر في التأثير الذي قد يتركه ذلك على كوريا السمالية'.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي لي موينغ باك دعا الإدارة الامريكية الجمعة الى تعزيز علاقاتها مع سيول في أعقاب لقائه كلينتون، وذلك من أجل حل الملف النووي الكوري الشمالي.
ونقلت 'يونهاب' عن لي قوله أن 'من المهم جداً بالنسبة إلينا تعزيز العلاقات (مع الولايات المتحدة) ومع اليابان والصين وروسيا لحل المسألة الكورية الشمالية وغيرها'.
وتحدث الرئيس عن 'بعض الصعوبات' في العلاقات بين الكوريتين، لكنه أشار الى ان بيونغ يانغ قد تتخلى عن طموحاتها النووية اذا استمرت المحادثات السداسية.
يذكر أن المباحثات السداسية تضم بالإضافة الى الكوريتين، الولايات المتحدة وروسيا واليابان والصين.
وكانت بيونغ يانغ علقت العمل عام 2007 بمفاعلها النووي لإنتاج البلوتونيوم مقابل مساعدات في مجال الطاقة في إطار اتفاق تم التوصّل إليه عبر المحادثات السداسية، لكن المفاوضات تعثرت في مراحل لاحقة