القاهرة 'القدس العربي' علمت 'القدس العربي' أن المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية السابق إنتهى مؤخراً من كتابة مذكراته التي من المتوقع أن تثير جدلاً واسعاً وتحرج شخصيات لامعة في عالم السياسة ورجال الأعمال بسبب العلاقات الواسعة والتأثير البالغ الذي نجم عن وجوده في السلطة والعمل النقابي.
وعلمت 'القدس العربي' أن عدة مؤسسات صحافية بدأت التفاوض مع الكفراوي من أجل الحصول على حق نشر تلك المذكرات، حيث باتت سوق الصحف المصرية تشهد تنافساً محموماً فيما بينها خاصة الصحف المستقلة التي أصبحت ظهيرا إعلاميا أكثر تأثيراً، بينما إنفرط عقد الصحف القومية نظراً لتفرغها للترويج لرموز النظام المصري، والدعاية له مما أسفر عنه تراجع شعبيتها بإطراد بالغ.
ولم يقرر الكفراوي الجهة التي سيقبل أن تتولى نشر تلك المذكرات والتي أشار عبر تصريحات لـ'القدس العربي' أنه كتبها على مدار فترات متباعدة وأنه أراد ألا يخرج من الحياة إلا وقد كتب شهادته للتاريخ.
تابع لا أسعى لإحداث ضجه فأنا بطبعي أحب الهدوء ولست من هواة الشهرة بأي حال من الأحوال.
وقال 'فليقرأها أولادي وأحفادي أولاً فأنا أريد أن أقول للأحفاد كيف تواجهون أعباء الحياة وتصلون لأهدافكم المشروعة وتخدمون وطنكم وتحققون أمنياتكم حتى ولو كان الواقع أكثر مرارة'.
واعتبر الوزير الذي ما زال الشارع المصري يتحدث عن نزاهته وتعففه بالرغم من أنه ترك الوزارة منذ ستة عشر عاماً حياته بأنها كانت مليئة بالصعاب، لكنه يشعر الآن وهو يجلس في منزله بعيداً عن الأضواء بأنه غير نادم بالمرة على القرارات التي أخذها في حياته حتى ولو حصد بسببها الكثيرمن المتاعب خاصة ممن أسماهم الزارعين للأشواك في طريق الآخرين وهم الذين لا يطيقون أن يروا البعض يحقق النجاح ويسير في طريقه الذي يخطه لنفسه.
وأكد الكفراوي أن أهم ما يشعر بإنجازه بعد ذلك العمر الحافل بالأحداث هوذلك الثناء الذي يشعر به على ألسنة البسطاء الذين يلتقيهم مصادفة، كما أن المنصب الوزاري الذي تبوأه من قبل لم يتسبب في حبه للسلطة يوماً من الأيام بل إنه كان أكثر رغبة في إعتزال الوزارة بسبب كثرة الأعباء المفروضة عليه.
ويعد الكفراوي بالفعل واحداً من القلائل الذين سعوا لترك الوزارة بمحض إرادتهم في الوقت الذي يحارب فيه الكثير من الوزراء من أجل البقاء في مقاعدهم للأبد بينما يسجل التاريخ أن البعض فاضت روحه حزناً على الخروج من الحكومة.
جدير بالذكر أن مذكرات الكفراوي تضم العديد من الأحداث بما فيها أيام الصبا ثم سنوات الشباب والجامعة ومن ثم مرحلة الخروج للعمل والتنقل بين العديد من المرافق الهامة.
وينتظر الكثير من المراقبين صدور تلك المذكرات للحصول على إجابات شافية حول العديد من المواقف الملتبسة حول ذلك الوزير الذي تعرض لحرب ضروس من قبل بعض من المنتمين للسلطة، فضلاً عن كتاب لا يفتأون يطلقون عليه نيران أقلامهم خاصة كلما فتح الرجل فاه وتحدث عن الفساد الذي ينتشر في مختلف المجالات والذي وصل لحد تعرضه للإصابة بالإكتئاب خلال المرحلة الأخيرة بعد أن شاهد الأزمات التي تتعرض لها البلاد في تزايد وتوشك أن تؤدي لسقوطها. ومن بين الألغاز التي ينتظر الكثيرون فكها علاقة الكفراوي بالإخوان المسلمين خاصة في فترة توليه منصب نقيب المهندسين، وهي الفترة التي شهدت الكثير من الهجوم عليه من قبل بعض القوى المحسوبة على السلطة حتى أن بعض الأطراف إتهموه بالتنسيق مع الإخوان المسلمين داخل النقابة من أجل ضمان إستمراره وهو ما نفاه الوزير الأسبق من قبل.
وينتظر المنتمون للجماعة ظهور تلك المذكرات للحصول على دليل براءة جديد يشير إلى براءة الجماعة مما نسبته مصادر حكومية بأنها تسعى لأن تعزل المجتمع وفرض الوصاية عليه وإقامة دويلات خاصة بها من خلال السيطرة على النقابات.
ويخصص الكفراوي جزءاً من مذكراته للرد على الذين تناولوا مشروعه الذي اشرف على تنفيذه خلال سنوات توليه المنصب الوزاري والهادف لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة في الصحراء بهدف الخروج من الوادي الضيق، وهو المشروع الذي يتعرض بسببه لإنتقادات من قبل بعض الشخصيات التي سعت لتقويضه لخدمة مصالحها الخاصة غير أن الوزير السابق خرج في النهاية منتصراً من معظم تلك المعارك التي واجهها.
ويرفض الكفراوى منذ أعوام القبول بقيادة العديد من المؤسسات والأحزاب البعيدة عن السلطة ومن بين آخر ما رشح له لكنه طلب مهلة للتفكير برئاسة حزب العمل المعارض والذي كان يرأسه المناضل إبراهيم شكري والذي توفي مؤخراً، كما رشح لرئاسة لجنة إعمار غزة والتي أعلن عنها إتحاد الأطباء العرب والذي يقوم بمجهود وافر في هذا الشأن.
وفي تصريحاته لـ 'القدس العربي' أكد الكفراوي إنه بالرغم من توقه لأن تهب رياح التغيير على المنطقة ومصر في المقام الأول لأنها مربط الفرس في أي تغيير للأفضل في العالم العربي إلا أنه يأمل أن يكون التغيير سلمياً للصالح العام.
وأعرب ضياء الدين داوود رئيس الحزب الناصري عن أمله أن ترى مذكرات الكفراوي النور في القريب العاجل من أجل أن نتعرف على الكثير من الألغاز التي ظلت مثار أسئلة بالنسبة للرأي العام. واعتبر ضياء الكفراوي أحدى الشخصيات الهامة التي تبوأت المنصب الوزاري وظل صاحبها يتمتع بالزهد وعدم الرغبة في إحراز أي مكاسب شخصية من أي نوع.
30