هذه المرة الثالثة وفي خلال ست سنوات يمر على العالم العربي مصائب كل واحدة اشد ألما وأبشع جرما، وكثير من الزعماء العرب لم يتعظوا ولم يرتدوا عن سلبياتهم ولم يقيموا وزنا لامتهم .
في عام 2003 تم احتلال العراق وأقول ان بعض القادة العرب راح يجوب اوروبا يحرض قادتها على تأييد امريكا لغزو العراق، ولحق به جراء ذلك الخزي والعار وأمعنت أمريكا في إذلاله واهانته وحولته الى عميل بدرجة رئيس العملاء في المنطقة لخدمة امريكا واسرائيل على السواء، وأشهرهم من يغلق المعابر في وجه المساعدات الإنسانية كي لا تصل الى غزة المحاصرة .
في عام 2006، شنت القوى الصهيونية عدوانا على لبنان بهدف القضاء على المقاومة الوطنية اللبنانية، ومرة أخرى بتواطؤ ومساعدات بعض الزعماء العرب، الأمر الذي أدام العدوان الصهيوني على لبنان لأكثر من ثلاثين يوما وحاق بلبنان شعبا وبنية تحتية ما أصابه من الهول والدمار.
في العراق بعد احتلاله من قبل أمريكا وبريطانيا، تفجرت إرادة الشعب العراقي الشجاع وولدت المقاومة الوطنية من رحم الوطن العراقي، وحمت كل الدول العربية المجاورة من الانهيار تحت أقدام الغزاة في العراق، ولحماية جنود الاحتلال الأمريكي البريطاني وعملائهم القادمين معهم إلى العراق قامت بعض الدول العربية المجاورة بحفر الخنادق وإقامة السواتر الترابية العالية وبثت حقول الألغام على الحدود حتى لا يتسلل المجاهدون لنصرة إخوانهم في العراق ضد جحافل الغزاة وعملائهم. البعض الاخر من النظام العربي المخذول، راح يقيم الأسلاك الشائكة على طول الحدود مع العراق وحفر الخنادق العميقة والواسعة وبث حقول ألغام بعمق أكثر من كيلو متر، أيضا حتى لا تصل اي إمدادات إلى المقاومة الوطنية في العراق، وطرف عربي آخر راح يقيم السور العازل بين العراق وتلك الدولة تيمنا بالسور العازل الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية ضد الشعب الفلسطيني .
في مطلع عام 2009 تجتاح القوات الإسرائيلية قطاع غزة بعد أن أمطرته بجميع أنواع النيران المحرقة الخارقة جوا وبحرا وبرا وعلى مدى سبعة أيام من الدمار، والزعيم العربي المتخاذل عند احتلال العراق ومقاومة المقاومة العراقية حتى لا يشتد عودها، هو الزعيم العربي الذي عمل بكل الوسائل لاستعداء العالم ضد المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله هو الزعيم العربي الذي أمعن في قتل الشعب الفلسطيني في غزة جوعا ومرضا وبردا، هو عينه الذي قال ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وان مجلس الشعب المصري مع الاسف سار على خطى زعيمه وراح يحمل المقاومة الفلسطينية الباسلة (حماس) كما جاء في البيان المسؤولية بلا حياء ولا شرف كل ما يجري في غزة اليوم دون الاشارة الى حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه أمام العدوان السافر. هذا الزعيم المتخاذل هو الذي يقف اليوم ضد إجماع عربي لانعقاد قمة عربية من اجل اتخاذ قرارات حازمة حاسمة في مواجه الطغيان الصهيو ــ أمريكي .
في ظل هذا الموقف العربي المتخاذل ما العمل جماهيريا؟
الدعوة من كل مساجد الأمة العربية والإسلامية إلى 'الصلاة جامعة ' وهي الصلاة التي تقام عندما يحيق بالأمة كارثة ولا كارثة اكبر من التي تحيق بإخواننا في فلسطين، على أن يتناول الخطباء في هذه الصلوات شرح الأمر الذي يحيق بأول قبلة للناس فلسطين وما يحيق بأهلها من إبادة جماعية. وهنا لا بد من تفعيل رابطة العالم الإسلامي وكذلك منظمة المؤتمر الاسلامي لأداء هذه الصلوات في كل الدول الإسلامية، وكذلك لتقرع أجراس الكنائس في كل الدول الإسلامية وإقامة الصلوات من اجل إنقاذ كنيسة المهد وغيرها من دور العبادة في الأرض المقدسة فلسطين، نريد مزيدا من المسيرات الشعبية السلمية في كل أرجاء الوطن العربي. الدعوة إلى إضرابات عامة في كل حقول الشركات الأجنبية العاملة في الوطن العربي، التواصل الفعال مع كل اتحادات ونقابات العمال العالمية لمناصرة الشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيو ــ أمريكي .تكثيف الاتصال مع كل القوى اليهودية في العالم الرافضة للعدوان على الشعب الفلسطيني والمؤيدة لحقوقهم المشروعة .
التعاون بين الجماهير العربية على إغلاق باب المندب كما فعلنا عام 1973، وقناة السويس، وخليج العقبة، ومضيق جبل طارق ومضيق هرمز بالتعاون مع أخواننا في إيران، ولما كانت تركيا مهتمة بالشأن الفلسطيني فدعوة الجماهير التركية إلى إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل في وجه الملاحة الدولية .
في هذه الحالة مجلس الأمن وغيرة من قوى الاستكبار العالمي سترضخ للمطالب الشرعية للشعب الفلسطيني وسنستعيد مكانتنا العربية الإسلامية لنؤدي دورا فاعلا ومؤثرا في السياسة الدولية.
آخر القول: اللهم ارنا في ذلك الزعيم عجائب قدرتك كي يكون عبرة لمن يعتبر.
qpt90